آخر المواضيع

مرحباً بكم على موقع ((لا صوفية في الإسلام)) تجدون في هذا الموقع : مقالات، صوتيات، كتب، مرئيات، وغيرها من الفوائد والفرائد والكنوز. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

الأربعاء، 2 جانفي 2013

الرد على محمد حسين يعقوب فيما أحدثه في زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

قال القصّاص الإخواني محمد حسين يعقوب
في كتيبه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ص14 :" ومن الأدب معه صلى الله عليه وسلم أن نزور قبره ونصلي في مسجده 


قال القاسمي : من قصد زيارة المدينة ، فليصل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه كثيراً ، وليتطيب وليلبس أحسن ثيابه ، فإذا دخلها فليدخلها متواضعاً معظماً ، ويقصد فيه بجانب المنبر ركعتين ، ثم يأتي قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيقف عند وجهه .

ويقول : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا نبي الله ، ويصلي ويسلم عليه كثيراً ، ثم يسلم على أبي بكر وعمر " 

أقول : في كلام القاسمي الذي نقله يعقوب وأقره عدة بدع 

الأولى : قوله (من قصد زيارة المدينة ، فليصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريقه كثيراً ) تخصيص هذا الموضع بكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بدعة ، لم يرد عن أحد من السلف 

الثانية :قوله (وليتطيب وليلبس أحسن ثيابه ) هذه بدعة أيضاً لم ترد عن أحد من السلف 

فإن قال قائل : أليس الله عز وجل يقول ( خذوا زينتكم عند كل مسجد

فيقال : هذا في كل مسجد فلا وجه لتخصيص المسجد النبوي بذلك ، والآية فيها الأمر بستر العورة كما ورد في كتب التفسير فالأمر بأخذ أحسن الثياب أمرٌ زائد 

والنبي صلى الله عليه وسلم كان يلبس أحسن ثيابه في يوم الجمعة وللوفود 

قال البخاري في صحيحه  5981 : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ رَأَى عُمَرُ حُلَّةَ سِيَرَاءَ تُبَاعُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْتَعْ هَذِهِ وَالْبَسْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَإِذَا جَاءَكَ الْوُفُودُ قَالَ إِنَّمَا يَلْبَسُ هَذِهِ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ فَأُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا بِحُلَلٍ فَأَرْسَلَ إِلَى عُمَرَ بِحُلَّةٍ فَقَالَ كَيْفَ أَلْبَسُهَا وَقَدْ قُلْتَ فِيهَا مَا قُلْتَ قَالَ إِنِّي لَمْ أُعْطِكَهَا لِتَلْبَسَهَا وَلَكِنْ تَبِيعُهَا أَوْ تَكْسُوهَا فَأَرْسَلَ بِهَا عُمَرُ إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ

فعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يلبس أحسن ثيابه لكل صلاةٍ يصليها في مسجده بل كان يلبس الحلة ليوم الجمعة وللوفود يدل عليه قول عمر (وَالْبَسْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَإِذَا جَاءَكَ الْوُفُودُ ) ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم 

فيستحب لكل مسلم أن يلبس خير ثيابه ليوم الجمعة ، لا خصوصية للمسجد النبوي بذلك 

ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه أنهم كانوا يتحرون لبس أحسن الثياب لدخول مدينة ما ، أو زيارة قبر أحد 

الثالثة : قوله ( السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا نبي الله ، ويصلي ويسلم عليه كثيراً )

تحري كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم بدعة ، لم ترد عن أحد من السلف 

قال عبد الرزاق في المصنف  6724 : عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ أَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ 

وَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ مَعْمَرٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ:
مَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا ابْنَ عُمَرَ 


فهذا ابن عمر وهو الوحيد الذي أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ، لم يذكر الصلاة ولو مرة فضلاً عن الإكثار 

وقال أحمد في مسنده 8804 : حَدَّثَنَا سُرَيْجٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَتَّخِذُوا قَبْرِي عِيدًا، وَلَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَحَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي "

فهذا الحديث يرد على تحرى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم كما دعا إليه القاسمي ، وتابعه محمد حسين يعقوب 

وقد أنكر الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب على من تحرى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره مستدلاً بهذا الحديث 

قال القاضي إسماعيل بن إسحاق الجهضمي في رسالته فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم 29 - حدثنا إبراهيم بن حمزة قال : ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن سهيل قال : جئت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وحسن بن حسن يتعشى في بيت عند النبي فدعاني فجئته فقال : ادن فتعش قال : قلت : لا أريده قال : مالي رأيتك وقفت ؟
قال : وقفت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا دخلت المسجد فسلم عليه ، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر ، لعن الله يهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ، وصلوا علي ؛ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم 


وقول محمد حسين يعقوب : ( زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

عليه مآخذ 

أولها : أنه لم يقيد ذلك بعدم شد الرحال مع افتتان الناس بهذا الأمر ، ولم يبين أنه يجب أن تكون النية هي زيارة المسجد النبوي ، وأما زيارة القبر فتبع لزيارة المسجد 


وتقديمه لذكر زيارة القبر ، على الصلاة في المسجد يوحي بأن الأصل هو زيارة القبر ، والصلاة في المسجد تبع والصواب العكس 

ثانيها : قوله ( زيارة قبر النبي صلة الله عليه وسلم ) فيه نظر إذ أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن الوصول إليه ، لذا لا يمكن زيارته لما أحاط به من الجدران لهذا كره مالك قول من يقول ( زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم )

قال شيخ الإسلام في الرد على الأخنائي ص19:" وإذا كان السفر الذي يسمى زيارة لقبره إنما هو سفر إلى مسجده لا إلى غيره وكان ما شرع فيه مشروعا في ذلك المسجد وفي غيره وإن لم يكن القبر هناك لم يكن شيء من ذلك مشروعا لأجل القبر ولا مختصا به 
وأما ما يفعله بعض الناس من البدع المختصة بالقبر فذلك ليس بمشروع بل هو منهي عنه 
فتبين أنه ليس في الشريعة عمل يسمى زيارة لقبره وأن هذا الاسم لا مسمى له والذين أطلقوا هذا الاسم إن أرادوا به ما يشرع فالمعنى صحيح لكن عبروا عنه بلفظ لا يدل عليه ولهذا كره من كره أن يقال لمن سلم عليه هناك زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وان أرادوا مالا يشرع فذاك المعنى خطأ مفهوم ومع هذا فليس هو زيارة"


وقال أيضا في الرد على الأخنائي ص162:" ولم يقل أحد من المسلمين إن السفر إلى زيارة قبره محرم مطلقا بل من سافر إلى مسجده وصلى فيه وفعل ما يؤمر به من حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم كان هذا مستحبا مشروعا باتفاق المسلمين لم يكن هذا مكروها عند أحد منهم لكن السلف لم يكونوا يسمون هذا زيارة لقبره وقد كره من كره من ائمة العلماء أن يقال زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم"


وأما الوقوف على قبره فلا يسمى زيارة كما حقق شيخ الإسلام في الأخنائية 

ثالثها :أنه لم يبين حكم هذه الزيارة هل واجبة أم مستحبة أم مشروعة فقط بل جعلها من الآداب مطلقاً ، وما بين الحكم 

وقال عبد الرزاق في المصنف 6724 : عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ أَتَى قَبْرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا أَبَتَاهُ 

وَأَخْبَرَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ مَعْمَرٌ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَقَالَ: مَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ إِلَّا ابْنَ عُمَر 

فهل كل الصحابة لم يقوموا بهذا ( الأدب ) إلا ابن عمر - رضي الله عنه - ؟

ولو كان عندهم أدباً متقرراً على كل مسلم فهل تراهم يتركونه كلهم ؟

وقد بين شيخ الإسلام أن ابن عمر لم يكن يفعل ذلك إلا إذا عاد من سفر أو عزم على سفر ، وقال أن مذهب مالك أن أهل المدينة لا يشرع لهم الوقوف على قبره إلا إذا كانوا عائدين من سفر ، أو عزموا على سفر 

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم (منقول)
عدد زوار الموقع