آخر المواضيع

مرحباً بكم على موقع ((لا صوفية في الإسلام)) تجدون في هذا الموقع : مقالات، صوتيات، كتب، مرئيات، وغيرها من الفوائد والفرائد والكنوز. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

السبت، 21 ماي 2011

كتاب نادر (الصراع بين السنة والبدعة) للشيخ أحمد حماني رحمه الله



نبذة عن المؤلف :

هو الشيخ العلامة أحمد بن محمد بن مسعود بن محمد حماني ولد ببلدة الميلية بولاية جيجل سنة 1915 بدأ حياته العلمية بمسقط رأسه حيث حفظ كتاب الله والمبادئ الأولى في الفقه والتوحيد
نزح إلى مدينة قسنطينة حيث إنخرط في صفوف طلبة الشيخ إبن باديس لمدة 3 سنوات وبعدها إنخرط في الجمعية كعضو عامل
إرتحل إلى تونس حيث إنظم إلى طلبة جامع الزيتونة لمدة 10 سنوات وحصل خلا لها على

1- شهادةالأهلية
2-شهادة التحصيل
3-شهادة العالمية

بعدها عاد إلى الجزائر وعمل في التدريس
كانت لشيخ كتابات في مجلة الشهاب والبصائر إذ كانت تربطه علاقة وطيدة برجالها
ومع بداية الثورة التحريرية الكبرى شارك فيها بكل قوة حيث أعتقل وعذب لمدة 4 سنوات إلى الإستقلال 1962
بعد الإستقلال عمل مديرا لمعهد بن باديس ثم أستاذا بجامعة الجزائر لمدة 10 سنوات
وفي سنة 1972 عين رئيسا للمجلس الإسلامي الإعلى إلى حين تقاعده سنة1989 وواصل الدعوة إلى الله رغم كبر سنه والفتن التي مرت بها الجزائر ويعتبر من أبرز العلماء المصلحين الذين عرفتهم الجزائر من أبرز مؤلفاته - فتاوى الشيخ أحمد حماني - والتي أخذت منها هذه الترجمة اليسيرة
وكتاب الإحرام لقاصدي البيت الحرام
وصراع بين السنة والبدعة
توفي رحمه الله سنة 1998 م رحمه الله


هذه وثيقة تاريخية.. تحكي صفحة من صفحات الصراع بين السنة والبدعة، بين المصلحين والطرقيين،بين الحق والباطل..
هذا كتاب الشيخ أحمد حماني رحمه الله:

صراع بين السنة والبدعة
أو القصة الكاملة للسطو بالإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس.

... يوم حاول الطرقيون اغتيال الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، بل أقول: يوم حاولوا وأد الحركة الإصلاحية كلها باغتياله.. ملابسات الحادث، كيف وقع؟ كيف نجا الشيخ الإمام؟؟ من كان وراء "محمد شريف ميمان"؟ ومن حرضه؟؟
كل هذا تتعرفون عليه في الجزء الأول من الكتاب..

أما الجزء الثاني، فهو ثروة فكرية وأدبية، كلما كتب في "الشهاب" عن الحادث من نثر أو شعر॥ وتعريف بالكتاب...


والخلاصة:
الكتاب عزيز ونادر، وفيه من الفوائد ما لا تجده في غيره وقد من الله عليّ بقراءته كاملا مذلك منذ أكثر من سبع سنين فلله الحمد والمنّة.



وهذا الجزء الأول أضعه بين أيديكم.






وهذا فهرس محتوياته:
- الإهداء
- مقدمة الكتاب
- السنة والبدعة
- البدعة والتغليظ فيها
- المتصوفة والبدعة
- هل في البدعة مستحسن ومستهجن؟
- التآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر من نصر السنة وقمع البدعة
- فعل البدعة في افتراق الكلمة
- إنكار على البدعة في العصر الحديث
-الطائفة الظاهرية.

- الدعوة الإصلاحية وزعيمها ابن باديس

- أول صدام عنيف بين الإصلاح والحلول
رسالة جواب سؤال عن سوء مقال

(هذه رسالة عظيمة كتبها الإمام باديس وقرظها جمع من علماء المغرب الإسلامي)
- مضمون السؤال وتفصيل الجواب
- المقدمة في وجوب الأدب مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
- الفصل الأول:
- الفصل الثاني: في بيان حرمة مخاطبة النبي بمثل هذا الخطاب
- الفصل الثالث: أن العارفين أرسخ الناس قدما في حب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
- الفصل الرابع: في بطلان عذره
- الخاتمة في نصيحة نافعة ووصية جامعة
التقاريظ: - تقريظ العلامة الشيخ محمد النخلي القيرواني (تونس)
- تقريظ العلامة الشيخ بلحسن النجار المفتي المالكي (تونس)
- تقريظ العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور شيخ الإسلام (تونس)
- تقريظ العلامة الشيخ محمد الصادق النيفر قاضي الجماعة (تونس)
- تقريظ العلامة الشيخ معاوية التميمي
- تقريظ العلامة الشيخ شعيب بن علي شيخ علماء تلمسان
- تقريظ العلامة الشيخ مولود بن الموهوب مفتي قسنطينة
- تقريظ العلامة الشيخ العابد بن أحمد بن سودة من علماء المغرب
- تقريظ العلامة الشيخ مولاي محمد بن العربي 86
- تقريظ العلامة الشيخ عبد القادر بن محمد بن عبد القادر (المغرب) 87


- رد الفعل

السطو بالشيخ عبد الحميد بن باديس

- فاجعة الفتك بالأستاذ
- شجاعة وقوة بدنية
- عزيمة وتصميم
- الأخطار التي تهدد خادم الأمة
- شكر عام للإحساس العام
- شاهد عيان يروي الحادث كما وقع
- الأستاذ محمد الصالح بن عتيق شاهد العيان
- الصحافة العربية وحادث الاعتداء
- حول حادثة الفتك
- البلاغ الجزائري وحادثة الاعتداء
- صحيفة الشورى والاعتداء
- مجلة الفتح والاعتداء
- عتداء جديد على مدير الشهاب
- من هو أحمد بوشمال؟
- عجز عن القول فاضطر إلى الضرب
- أثر الحادث وسببه
- إلى الأمام
- حركاتنا ذاتية
- ما مع مثلك يتكلم يا جودي!
- تكرر الاعتداء على أصحاب الشهاب
- أصحاب جريدة "النجاح"
الصحافة الفرنسية:
محاولة قتل صحافي أهلي
دعاة الباطل والضلال
على نمط راسبوتين
في مجلس الجنايات: خمس سنوات في السجن المضيق
أهي جناية عادية ومسألة فردية
مسكين ذلك الشقي العليوي مسكين
- آخر محاولة للسطو بالشيخ ابن باديس
- ملحق أخير

القسم الثاني: - هذا القسم
- الفرسان الثلاثة وتسابقهم في الميدان
- فساد في اللفظ والمعنى
- نشأة الطريقة العليوية (الشيخ أحمد عليوة من هو؟ وما هو؟)
- شيخه في السلوك
- تجديد الشيخ في الطريقة
- الخلوة
- كتاب الشهائد والفتاوى
- عبادة الله بالرقص
- رقص وغناء يرفع إلى حضرة القدس
- افتراء على الصحابة
- وضع حديث عن أبي بكر (رضي الله عنه)
- النسبة الصحيحة لذكر الصدر
- ولله الأسماء الحسنى
- الرقص عند الذكر فعل اليهود
- القول بالحلول ووحدة الوجود
- إنكار الفقهاء وأهل الفتيا
- الشطحات متى يؤاخذ عليها ومتى لا؟
- ابن باديس يهاجم (شطحة) خطيرة
- (الشهاب) يهاجم الرقصات والشطحات
- القوم في الحضرة
- هل للشيخ بن عليوة شطحات؟
- رواية لسان الدين
- رواية ثالثة للشيخ الوارزقي

- أقوال فظيعة في جانب الله: إصرار عجيب

- إيقاظ وإن ناموا


- استدراج الشيطان وتحديه للرحمن

- لا سلطان لإبليس على الصالحين

- الفرسان الثلاثة وسلسلتهم

- إسناد الطريقة


- تسابق هؤلاء الفرسان في ميدان الجهر بالسوء من القول

- من أقوال الشيخ بن عليوة
- فساد في اللفظ والمعنى
- أخذ علم الباطني وكتمان الرسول؟!
- نوم يغني عن ذكر الله
- إثبات الجهة لله والوقوف معه وحلوله في خلقه
- الواصلون وعلامة وصلهم
- الله كل شيء في الوجود
- تأكيد القول بوحدة الوجود
- عن شيخه ورث الحلول: ارتقى للألوهية
- ليلى وعاشقها
- هو ذات الرحمن
- فريد في الزمان والكل دونه!
- تالله لست سواه!
- مع ليلى اشف الغليلا!
- جنة الرضوان في مستغانم
- فتشت عليك يا الله!
- هو عينك لست سواه
- حاكي الكفر ليس بكافر
- أهو إعراض وصدود؟
- خيال سقيم

- الفارس الثاني: محمد بن الحبيب

- التلميذ نسخة من أستاذه
- الكون في قبضته
- رؤية الله جهرا!
- قول بني إسرائيل ومآلهم
- ضريحه البيت المعمور
- رفع الحجب ومشاهدة الله
- الخمار الأعظم
- كل قطب وكل ولي خاضع له
- الفلك الدوار في قبضته

الفارس الثالث: عدة بن تونس

- من رآه رأى الله - تعالى الله
- أنت مخلق ولست مخلق
- هل يعلم رسول الله ما في الضمائر؟
- الموتى يتكلمون
- من رآني رآه في حلتي
- مولى سطوة
- عبد الله أم عبد مخلوق
خاتمة هذا القسم

النثر لا يقل نكر وشناعة عن الشعر

الشيخ من العلماء
المنح القدوسية، في شرح المرشد المعين بطريقة الصوفية
لابن عاشر ظاهر وباطن
التنويه بعلم الباطن
العلم والولاية والتزهيد في العلوم
أمثلة من المعاني الباطنية
ألوهية البشر
أن أصم لا تسمع
هل العالم قديم؟
إنكار المحسوسات
قوله في الطهارة والصلاة
ما هي فرائض الوضوء السبع؟
الجمعة، معناها وعلى من تجب ومن يحضرها؟
الذهب والفضة: الحقيقة والشريعة
الدخول على الله!
صوم المسلمين وصوم (القوم)
الحج عند المسلمين وعند (القوم)
العمرة عند المسلمين وعند (القوم)


توبة الأنبياء والمخطئين وتوبة (القوم)

خاتمة: كلام أهوج... وشيطان في صورة إنسان

القسم الثالث: العليوية _ أخت القاديانية
اتصال بالفرق المبتدعة
العليوية بالجزائر (1)
العليوية بالجزائر (2)
مجلة المنار تفضح القاديانية وزعيمها
أصل ارتدادهم عن الإسلام
بقايا الباطنية
سوري مغرور يدّعي النبوة
تكذيب أوروبا للدينين الجديدين


الاتصال برجال الكنيسة

المجلة الأهلية تفضح الاتصال
الشيخ أحمد بن عليوة - المرابط العصري وصديق فرنسا-
إعجابه بالمسيح والإنجيل
استحقاقه المكافأة
إطراء بمعلومات فاسدة
أصحيح هذا أم باطل أم مبالغ فيه؟
سكوت مريب
براعة ابن باديس في رد الكيد
حقيقة شعوره نحو "مستخدم" الحكومة


الاتصال بالإدارة الفرنسية والتعاون معها

هذا التعاون قديم من عهد روش
نفور الشعب من العملاء
سعيهم لمنع الشهاب من دخول المغرب
نجاحهم في منع دخول الشهاب للمغرب
هذا ما كنا نتوقع
مقال لصحافي فرنسي حر
صحف محجورة - تعريف بالشهاب
مبدأ الشهاب الديني والدنيوي


الشهاب كان موضوعيا

تطور الشهاب بتطور الشعب


اتصال العليويين خاصة بالإدارة

دعوة صاحب الشهاب القادة للمفاهمة بالحسنى
تأسيس جمعية العلماء
تدخل فرنسي ناجح ثم الفشل
تأسيس جمعية علماء السنة

سياسة الضغط والإرهاب

نهاية جمعية علماء السنة العملية
الخاتمة: في "بوقاعة" تنجس البغل!


بيجو يحاول خلود حكم فرنسا

ما يقولون عنا

محاولة تحطيم النهضة العربية الإسلامية بالجزائر

قضية الأستاذ العقبي، ومصرع الإمام بن دالي عمر كحول
جريمة قضائية بالجزائر
ملاحظات على هذا الفصل


صوفي تائب يفضح الصوفية .. طامة كبرى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد

نعرض في هذا الموضوع محاضرات لأحد أولياء الصوفية التائبين الذي يكشف فيه حقيقة ما عليه بعض مدعي الولاية من الصوفية حيث يتعامون مع الشيطاني والسحر ليوهموا الناس أنها كرامات .

الصوفي التائب هو حامد آدم الذي خرج من قريته في جنوب دارفور لكي يتعلم القرآن الكريم ولكن وقع في شرك بعض مدعي الولاية الذين في حقيقتهم سحرة وأوعده أن يكون من اصحاب المراتب العليا اذا تفانى في خدمته وأن لا يعترض عليه بأي شيء ، ففعل حامد آدم ما طلب منه ، وصدق معه الشيخ ولكن ما أوصله إلى المراتب العالية بل أوصله إلى الدركات السلفى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله

الخميس، 19 ماي 2011

حول الدعوة الرسمية لإبراز أدوار أضرحة الأولياء بالمغرب



منقول ومعدّل | 26/11/1430 هـ


أثارت مذكرة رسمية أصدرتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب تدعو الوعاظ وأعضاء المجالس العلمية إلى إبراز "حقيقة الدور الريادي لمزارات الأولياء" جدلا في أوساط الوعاظ والمختصين حول غايات هذه الدعوة والمقصود منها.

واعتبر عضو في المجلس العلمي بالمغرب بأن المذكرة تسعى إلى توضيح الخطباء والعلماء للناس الدور البارز الذي لعبه الأولياء المزعومين من حيث صلاحهم وإصلاحهم ونشرهم للعلم، بغية القضاء تدريجيا على الشركيات والبدع والمنكرات التي أضحت تنتشر في بعض أضرحة هؤلاء الأولياء من الذبح لغير الله ودعء غير الله وسؤال غيره سبحانه وتعالى.


بالمقابل وصف باحث إسلامي مقاربة مدبري الحقل الديني بالمغرب لهذا الموضوع بكونها "غير مجدية ولا ناجعة"، باعتبارها مقاربة مركزية بعيدة عن النظرة الشمولية، كما أنها لم تشرك الفاعلين الدينيين بالمغرب في هذه القضية التي صارت تُقرّر رسميا من الجهات الحكومية وكأنّها من الدين الذي يحرم تغييره.



دخول الخير على الشر

وقال أحد التابعين لوزارة الشؤون الدينية إن الغاية من هذه المذكرة الرسمية أن يتم الاحتفاء بالأولياء في المغرب من غير إفراط ولا تفريط، وذلك بزيارتهم الزيارة الشرعية مع الدعاء لهم بالرحمة ولسائر موتى المُسلمين بالإضافة إلى إبراز الخطباء والوعاظ للناس في دروسهم الدور الإيجابي الذي قام به هؤلاء الأولياء الصالحون والتعريف بمناقبهم الكثيرة وتحذيرهم للعوام من خطر الشرك والبدع التي ألفوها وصارت عندهم مسلّمة بدهية فإنا لله وإنا إليه راجعون।


واعتبر هذا الواعظ أن كثيرا من الناس في المغرب كانوا يحتفلون بالأولياء حبا فيهم ولكونهم منارات شامخة في العلم، غير أنه مع مرور الزمن تحولت تلك الأفراح إلى مواسم سنوية خالطتها في السنوات الأخيرة بعض العادات والمنكرات السيئة من بدع وشركيات.

والهدف، يقول المتحدث، أن يتم تقدير الأولياء المدفونين في أضرحتهم داخل وضعهم الطبيعي دون مبالغة مثل ما يحدث من طرف البعض الذين يرون الولي بمثابة محقق الطلبات ومنفس الكربات، لكن أيضا دون غمط هؤلاء الأولياء حقهم ومكانتهم العلمية والدينية العالية।


وأوضح أن توعية الناس بهذه الحيثيات بواسطة المحاضرات والدروس يقضي على المنكر بطريقة تدريجية وحكيمة وفق قول الله تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)।


واستدل بالموسم الذي يقام سنويا بجانب ضريح "عبد الله أمغار" بمدينة الجديدة الذي يعرف حدوث بعض التجاوزات اللا أخلاقية، موضحا أنه شهد إقبالا منقطع النظير من طرف زوار الضريح على الدروس الدينية التي كانت تلقيها واعظات ومرشدات يوميا।




الأحد، 8 ماي 2011

لا يجزم لأحد أنّه من أهل الجنّة إلا بنص من الشارع




الإمام المجدّد الرئيس
عبد الحميد بن باديس




قال ابن شهاب: أخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنّ أم العلاء –امرأة من الأنصار- بايعت النبي صلى الله عليه وسلّم، أخبرَتهُ أنّه اقتسَمَ المهاجرون قرعةً فطار لنا عثمان ابن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوُجع وَجعه الذي توفيّ فيه، فلمّا توفيّ وغسّل وكفّن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرَمَكَ الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: وما يدريك أنّ الله أكرمه؟
فقلت: بأبي أنت يا رسول الله فمن يكرمه الله؟
فقال عليه السلام: أمّا هو فقد جاءه اليقين، والله إنّي لأرجوا له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يُفعل بي.
قالت: فوالله لا أزكي أحداً بعدهُ أبداً.
رواه البخاري في صحيحه من طرق في عدّة أبواب।

المتن:
ثبت عند البخاري أيضا ((ما أدري ما يُفعل بي ولا بكم)).
وثبت عنده أيضا ((ما أدري ما يُفعل به)).

ترجمة شخصي الحديث:
شخصا الحديث هما اللذان كانا سببا في وروده وهما أمّ العلاء المزكية وعثمان المُزكّى.
فأمّا أمّ العلاء فهي بنت الحارث ابن ثابت الأنصاري الخزرجية وهي أمّ خارجة بن زيد الراوي عنها، وأمّا عثمان بن مظعون فهو أبو السائب بن حبيب بن وهب القرشي الجمحي من السابقين، أسلم بعد ثلاثة عشر رجُلاً، هاجر الهجرتين، وشهد بدراً، وهو أوّل من مات من المهاجرين بالمدينة، وأوّل من دفن بالبقيع منهم.

الشرح:
لمّا جاء المهاجرون إلى المدينة ولا أهل لهم ولا مال، نزلوا على الأنصار من الأوس والخزرج فاقتسمهم الأنصار بالقرعة فطار في قسمة بيت زيد بن ثابت عثمان بن مظعون فأنزلوه في أبياتهم فمرض مرضه الذي توفي فيه فلمّا توفيّ وغسّل وكفّن في أثوابه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقامت أمّ العلاء في في حضرة النبي صلى الله عليه وسلّم تثني على عثمان فدعت له بالرحمة وشهدت له جازمة أنّ الله أكرمه أي بالجنّة لأنّها دار كرامة الله لعباده، فأنكر عليها النبي صلى الله عليه وسلّم وقال لها وما يدريك أنّ الله أكرمه؟
أي: من أين علمت ذلك؟
ففدته بأبيها تأدبا معه صلى الله عليه وسلّم في الخطاب وقالت فمن يكرمه الله؟
أي: إذا لم يكرم عثمان مع سابقيته وهجرته وبدريته فمن يكرم؟!
فبيّن لها النبي صلى الله عليه وسلّم ما يجوز أن يقطع به وما لا يجوز أن يتعدى حد الظن، فقال لها: أمّا هو فقد أتاه اليقين يعني الموت وهذا مقطوع به، وإنّي لأرجو له الخير، وهذا الذي لا يجاوز حدّ الظن، ثمّ بيّن لها أنّ الغيب لا يعلمه إلا الله وأنّ البشر لا يعلمون الغيب حتى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنّهم لا يعلمون إلا ما علّمهم، فقال لها والله لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي.
فاهتدت إلى ما هداها إليه النبي صلى الله عليه وسلّم وقالت والله لا أزكي أحداً بعدهُ أبداً، تعني مثل هذه التزكية التي قطعت له فيها بالكرامة.

توضيح:
ما في لفظ الحديث موافق لما في سورة الأحقاف المكية من قوله تعالى ((وما أدر يما يُفعلُ بي ولا بكم))
قال البيضاوي (1): أي في الدارين على التفصيل إذ لا علم بالغيب. يعني إلا ما علّمه الله وقد أعلمه الله أنّه مغفور له ما تقدّم وما تأخر في سورة الفتح المدنية وأعلمه بما أخبره به في الصحيح من منازله الكريمة يوم القيامة ومقامه المحمود وغيره من أنواع الخصوصية والكرامة.

الأحكام:
في الحديث:
1) اقتسام أهل القدرة أهل العجز عند الضرورة والشدّة.
2) وفيه الدخول على الميّت بعد تسجيته في أكفانه.
3) وفيه الدعاء للميت بالرحمة.
4) وفيه المنع بالقطع لأحد بالجنّة دون نص شرعي.
5) وفيه المبادرة بإنكار القول الباطل في الدين بفور سماعه.
6) وفيه مراجعة المعلّم بإبداء وجه النظر الذي وقع الخطأ فيه.
7) وفيه جواز ظن ورجاء الخير لأهله.

تفرقة:
ذكر الميت بما علم من حاله في حياته ثناء عليه جائز والقطع له بالنجاة ممنوع، فأمّا هذا الثاني فدليل منعه من الحديث المذكور، وأمّا الثاني فدليل جوازه ما رواه مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: ((وُضع عُمر بن الخطاب على سريره فتكنفه النّاس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن يُرفع وأنا فيهم، قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي فالتفت فإذا هو عليٌ فترحّم على عمر وقال: ما خلفت أحداً أحبّ إيّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذاك أنّي كنت أكثر ما أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر ودخلت أنا وأبو بكر وعمر وخرجت أنا وأبو بكر وعمر فإن كنت لأرجو ولأظن أن يجعلك الله معهما)).
وهذا في ذلك الجمع دليل على إجماعهم على جوازه وهو لم يخرج عن ذكره بما علمه منه في حياته وظن الخير له بذلك بعد مماته.

تحذير وإرشاد:
لقد ابتلي كثير من النّاس بالغلوّ فيمن يعتقدون فيهم الصلاح فيجزمون لهم بما لا يعلمه إلا الله، ثمّ زادو على هذا فيزعمون أنّ فلانا مات في رتبة كذا، وحصل عند الله على منزلة كذا، ثمّ زادوا على هذا فيزعمون أنّ فلاناً بشفع لأتباعه ويعديهم على الصراط أو يجعلهم في بطنه ويمر بهم وأنّه يحضر لهم عند الموت ويحضر لهم عند السؤال ويكون معهم في مواقف يوم القيامة، وكلّ هذه الدعاوى انبنت على الجزم بأنّه ممن أكرمه الله وأنّه من أهل الجنّة ذلك الجزم الذي سمعتَ النهي والإنكار صريحين فيه من النبي صلى الله عليه وسلّم على أمّ العلاء في رجل من السابقين الأولين البدريين، وليست هذه الدعاوى المبنية على المخالفة لهذا النهي النبوي الصريح قاصرة على العوام بل تجدها عند غيرهم وتسمعها ممّن يرفعون أنفسهم عن طبقتهم، وتقرأها في الكتب التي عدلت عن الأحاديث النبوية الصحيحة والطريقة النبوية الواضحة وذهب في بنيات الطريق فكانت بلاءً على العامّة وأشباههم ووبالا.

فاحذر أيها الأخ المسلم من عقيدة الجزم بالكرامة والجنّة لغير من نصّ عليه المعصوم عليه وآله الصلاة والسلام. ومن تلك الدعاوى الباطلة التي انبنت عليها.

ولا تجزم بالكرامة على الله لأحد غير المنصوص عليه وإن كان عظيما، فإنّ قول رسول الله صلى الله عليه وسلّم أحق وأعظم وأنْفُ من لا يقول هذا ولا يقبله مرغم.

وكل من استعظمته ممّن هو على جانب من الصلاح والخير فإنّه لا يداني مقام عثمان بن مظعون البدري في الصلاح والخير وقد سمعتَ ما سمعتَ من النهي النبوي عن القطع له بالكرامة.

ومهما أعدنا القول في هذا وأكدنا فإننا لا نفيه حقه من الإنكار والإستئصال لما تعلمه من رسوخ هذه الضلالة وقدمها والتهاون فيها وعظيم التجري على الله بها.

وهذا الحديث النبوي هو دواؤها والقاطع لها، فليتأمله قراؤنا ولينشروه في المسلمين وليذيعوه بالتلاوة والتفسير والتأكيد والتقرير عسى أن يشفي الله به القلوب من داء الغلوّ والإدّعاء والغرور والتغرير، وليظنّ المسلم الخير بأهل الخير وليرج لهم حسن الجزاء والمصير كما رجا النبي صلى الله عليه وسلّم الخير لعثمان ابن مظعون رضي الله تعالى عنه بعدما نهى عن الجزم بالكرامة له، وهذا هو دين الله الحق الوسط السالم من الغلو والتقصير.

والله نسأل لنا ولجميع المسلمين أن يقف بنا عند حدود الشرع الشريف. ويحفظنا من الغلو والتقصير والتحريف، إنّه هو الولي الحفيظ اللطيف.

الشهاب: ج 11 ، م 8 – غرة رجب 1351 هـ - نفمبر 1932 م.

(1) قال الحافظ بن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث:
... ((فوالله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم)) وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك موافقة لقوله تعالى في سورة الأحقاف ((قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم)) وكان ذلك قبل نزول قوله تعالى ((ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر)) لأن الأحقاف مكية وسورة الفتح مدنية بلا خلاف فيهما.
وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال ((أنا أول من يدخل الجنة)) وغير ذلك من الأخبار الصريحة في معناه فيحتمل أن يحمل الإثبات في ذلك على العلم المجمل والنفي على الإحاطة من حيث التفصيل.اهـ

كُفّوا عن فلان فقد مات ساجداً





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فلا يزال الحقّ والباطل في صراع منذ خلق الله آدم عليه السلام وأسجد له الملائكة وأبى إبليس اللعين السجود له بحجّة أنّه خير منه كما أخبرنا الله تعالى بذلك في عدّة مواضع من كتابه العظيم.

وفي عصرنا هذا الذي كثُرت فيه الفرق والأحزاب وتمايزت آراؤها وتشتّتت لا يزال أهل الحقّ في صراع مع أهل الباطل المنافحين عن باطلهم بشتى الطُّرُق.

وإنّ من تلك الطُرُق الحديثة التي ما كان يعرفها سلفُنا الصالح ولم تلقَ عندهم رواجاً بدعة الموازنة بين الحسنات والسيئات في النّقد والردّ على المُخالفين.

هذه البدعة الخبيثة التي أحدثها في عصرنا شرذمة من النّاس يحسبون أنّهم على شيء وما ذلك إلا ليحموا رؤوسهم ورؤوس أئمّتهم ومنظّريهم وأشياخهم ومُرشديهم من أن يبترها سيف الحقّ.

فانظر على سبيل المثال ما ذكره الدكتور زيد بن عبد الكريم الزيد في ((
ضوابط رئيسية في تقويم الجماعات الإسلامية)) : ((الضابط الخامس: العدل في النّقد، بذكر الحسنات والسيّئات ... فالعدل حينئذ يقتضي ذكر الحسنات والسيئات معاً. فليس من الإنصاف في شيء لمن ينصحُ جماعة من الجماعات الإسلامية، ومن ثمّ سائر الأمّة الإسلامية، أن يذكر الأخطاء والانحرافات والمساوئ فحسب، إنّ هذا كما هو مجاوز للعدل، فهو عرض مضلّل لحقيقة الجماعة ...)) ((القطبية هي الفتنة فاعرفوها ص 47، مجالس الهدى، الجزائر)).

ومثله ما قاله المدعو: أبو الفضل عبد السلام بن عبد الكريم كما في كتابه ((
خلاصة الموقف السلفي من التصوّف ص 39 ط2 المكتبة الإسلامية)) بعد أن ذكر مخازي الصوفية: ...
الفقرة الثانية: هل بقي –بعد كلّ هذه المساوئ- حسنة يمكن أن نسجّلها في حقّ الصوفية ؟! والجواب: نعم، بل ثمّة حسنات وليس حسنة واحدة ...)) !!!

وقد تصدّى لهذه البدعة الخبيثة بالفضح والتعرية أئمّة العصر الذين عُرفوا بمُتابعة السُنّة والدعوة إليها والذبّ عنها قولا وعملاً واعتقاداً.

وعلى رأس هؤلاء الأئمّة شيخ المشايخ وحافظ العصر ريحانة الشام وحسنة الأيّام ناصر الدّين والسنّة العلامة المجدّد محمّد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى. فقد سمّاها رحمه الله تعالى ((
بدعة العصر)) !

ومن أولئك الأعلام الذين تصدّو لهذه البدعة الخبيثة والطريقة الحزبية المُنكرة حامل لواء الجرح والتعديل بشهادة الإمام الألباني ومجدّد علم الجرح والتعديل وبحقّ يحي بن معين عصره بشهادة العلامة محمّد بن عبد الوهّاب البنا ربيع السنّة وأهلها الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله ومتّعه بالصحّة والعافية.

فقد صنّف الشيخ ربيع في الردّ على هذه البدعة كتابين عظيمين جاء فيهما بنوادر ودرر لا ينبغي لطالب العلم والحقّ أن تفوته.

وأسماء هذين الكتابين كالتالي:
* ((منهج أهل السنّة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف))
* ((المحجّة البيضاء في حماية السنّة الغرّاء من زلاّت أهل الأخطاء وزيغ أهل الأهواء)).

فمن أراد التوسّع في معرفة هذه البدعة وتفنيدها فعليه بالرجوع إليهما.

وفي هذا الموضوع الذي بين يديك أخي القارئ أحببتُ أن أفنّد إحدى مقالات أهل البدع القائلين بالموازنة والتي طالما ردّدوها في خطبهم ومحاضراتهم وفي مؤلفاتهم وهي ((
إنّ فلاناً قد مات ساجداً)) أو (( فلاناً قد مات في ساحة الوغى)) فكيف تتكلّمون فيه ؟؟!!

وقديماً سمعتُ هذه الكلمات من شيخ القصّاص عبد الحميد كشك رحمه الله وعفا عنه في حقّ محمّد الأودن وسيّد قطب. ثمّ قيلت فيه –أي كشك- بعد وفاته !

وغيره يقولها في حقّ عبد الله عزّام رحمه الله وغفر له وغيره.

ولا يخفى عليك أخي القارئ الكريم ما في هذه العبارات من الاغترار بكثرت العبادة أو حسن الخاتمة في الظّاهر على حساب شرطي قبول الأعمال وهما: الإخلاص لله تعالى والمُتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلّم.

وإلا فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلّم الخوارج بأنّهم يقرؤون القرآن وأنّ الصحابة يحقرون صلاتهم إلى صلاتهم وقراءتهم إلى قراءتهم فهل شفع لهم ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم ؟!

كلا، بل سمّاهم رسول الله صلى الله عليه وسلّم كلاب النّار !!

قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما واصفا ما رآه من أمر الخوارج (تلبيس ابليس 104 مكتبة الصفا ط1):

... فدخلت على قوم لم أر قط أشد منهم اجتهادا، جباههم قرحة من السجود و أياديهم كأنّها ثفن الإبل، وعليهم قمصٌ مرحضة مشمرين مسهمة وجوههم من السهر.

وعن جندب الأزدي قال لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (
هكذا بالأصل والأولى ترك هذه العبارة ولإكتفاء بالترضي عليه كغيره من باقي الصحابة) قال فانتهينا إلى معسكرهم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن (نفس المصدر 105)

وقال عنهم الشهرستاني في ((الملل والنّحل)) (1/130 المكتبة التوفيقية): (
(وكانوا يومئذ في اثنى عشر ألف رجل أهل صلاة وصيام)).

وذكر عن الخارجي عروة بن أديّة فقال: ((وعروة بن أذينة نجا بعد ذلك من حرب النهران وبقي إلى أيام معاوية ثم أتى إلى زياد بن أبيه ومعه مولى له فسأله زياد عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال فيهما خيراً،
وسأله عن عثمان فقال‏:‏ كنت أوالي عثمان على أحواله في خلافته ست سنين ثم تبرأت منه بعد ذلك للأحداث التي أحدثها وشهد عليه بالكفر !
وسأله عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فقال‏:‏ كنت أتولاه إلى أن حكم الحكمين ثم تبرأت منه بعد ذلك وشهد عليه بالكفر !
وسأله عن معاوية فسبه سباً قبيحاً [وكذلك صنع سيّد قطب] ثم سأله عن نفسه فقال‏:‏ أولك لريبة وآخرك لدعوة وأنت فيما بينهما عاص ربك فأمر زياد بضرب عنقه‏.‏
ثم دعا مولاه فقال له‏:‏ صف لي أمره واصدقن فقال‏:‏ أأطنب أم أختصر ؟
فقال‏:‏ بل اختصر.
فقال‏:‏ ما أتيته بطعام في نهار قط، ولا فرشتُ له فراشاً بليل قط‏.‏
هذه معاملته واجتهاده وذلك خبثه واعتقاده‏.)) (الملل والنّحل 1/132-133)
وهذا يعني أنّ عروة هذا كان يصوم الدّهر ويقوم الدّهر !!
ومع ذلك قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انظر مسلم 2/750 و أحمد 4/382 و ابن أبي عاصم 905 ): يخرج في هذه الأمّة قومٌ تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، فيقرؤون القرآن لا يجاوز حلوقهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية.

وقال فيهم مع ما فيهم من عبادة وزهد: شر الخلق أو من أشر الخلق، أو شر الخلق والخليقة!

وسمّاهم كلاب النّار!
فلا تغرنّك المظاهر ولا يغرنّك لحن القول وزخرفه وسجعه وفصاحته بل ولا يغرنّك شدّة التديّن وحتى البكاء في الصلاة فقد كان الخوارج ولا يزالون من أشد النّاس تدينا ومن أكثرهم عبادة لله.

فالعبرة أخي في الله في مدى موافقة العمل للأثر وليست العبرة في كثرته ولهذا قال الله تعالى ((
هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيُّكم أحسنُ عملاً)) ولم يقل أكثر عملاً وهذا ضابط مهم جدا وهو ثاني ركني تقبل الأعمال بعد الإخلاص فافهم هذا واعقله وتمسك به وعُضّ عليه بنواجدك تنجو بإذن الله تعالى.

واعتبر بما أخرجه سعيد بن منصور في سننه (2546) بسند صحيح أنّ حذيفة بن اليمان رضي الله عنه سأل أبا موسى الأشعري رضي الله عنه: ((
أرأيت لو أنّ رجلا خرج بسيفه يبتغي وجه الله فضَرَبَ فقُتلَ: كان يدخل الجنّة ؟ فقال له أبو موسى: نعم ! فقال حذيفة: لا ! ولكن إذا خرج بسيفه يبتغي به وجه الله، ثمّ أصاب أمر الله فقُتل دخل الجنّة)).

قال الشيخ عبد المالك رمضاني حفظه الله: ((ومعنى قوله: ((
ثمّ أصاب أمر الله)) أصاب السنّة، أي كان جهادُهُ بحقّ.
ويوضّحه قولُ ابن مسعود رضي الله عنه كما في ((البدع والنّهي عنها)) لابن وضّاح (81): ((على سنّة ضَرب أم على بدعة ؟! قال الحسن: فإذا بالقوم قد ضربوا بأسيافهم على البدع !!)) ، وفي رواية عبد الرزّاق (5/267) عن أبي عبيدة بن حذيفة قال: ((جاء رجل إلى أبي موسى الأشعري وحذيفةُ عندهُ، فقال: أرأيتَ رجلاً أخذ سيفَهُ فقاتل به حتى قُتل: أله الجنّة ؟ قال الأشعري: نعم ! قال: فقال حذيفة: استَفهم الرجلَ وأفهمهُ ! قال: كيف قُلتَ ؟ فأعاد عليه مثل قوله الأوّل، فقال له أبو موسى مثل قوله الأوّل، فقال حُذيفةُ:أيضاً: استَفهم الرجلَ وأفهمهُ ! قال: كيف قُلتَ ؟ فأعاد عليه مثل قوله، فقال: ما عندي إلا هذا، فقال حُذيفةُ: لَيَدخُلَنَّ النّار من يفعلُ هذا كذا وكذا، ولكن من ضرب بسيفه في سبيل الله يُصيبُ الحقَّ فلهُ الجنّة، فقال أبو موسى: صَدَقَ).

قال الشيخ عبد المالك: تأمّل هذا الأثر العظيم وما تحته من فقه ! فإنّهُ يبيّنُ لك الميزان الشرعي الذي يزن يه المسلم الفقيه الصادقُ أعمال العباد، ألا وهو النّظرُ في كلّ عمل بعين الإخلاص لله، وعين المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلّم)) اهت ((تمييز ذوي الفطن بين شرف الجهاد وسرف الفتن، ص 30-31 منار السبيل))

ولو رُحنا نُدافعُ عن كلّ من مات في ساحة القتال الذي يراهُ هو جهادا في سبيل الله وحرّمنا الخوض في أخطائه وكشفها وتحذير المسلمين منها للزمنا السُكوت عن الخوارج الأول الذين خرجوا على عليّ رضي الله عنه ومن تبعهم من أذنابهم في كلّ عصر !!

فانظر يا هداك الله إلى ما ذكره الإمام ابن كثير رحمه الله في ((البداية و النهاية)) (10 / 588): ((قال أبو أيوب: وطعنت رجلا من الخوارج بالرمح فأنفذته من ظهره، و قلت له: أبشر – يا عدو الله – بالنار، فقال: ستعلم أيّنا أولى بها صِلِيا !!)، وانظرها في ((تاريخ الطبري)) (3 / 122


بل انظر يا هداك الله إلى ما أوردهُ ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (3 / 39-40) من قصة عبد الرحمن بن ملجم الخارجي الذي قتل عليّا – رضي الله عنه – حيثُ ذكر ((أن عبد الله بن جعفر قطع يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم ! فكحّل عينيه بمسمار محمّى فلم يجزع ! و جعل يقول: إنك لتكحّل عيني عمِّك بمُلمُول مضٍّ، و جعل يقول: ((اقرأ باسم ربك الذي خلق (1) خلق الإنسان من علق))، حتى أتى على آخر السورة كلّها وإن عينيه لتسيلان، ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطعه فجزَع، فقيل له: قطعنا يديك ورجليك وسملنا عينيك – يا عدو الله – فلم تجزع، فلما صرنا إلى لسانك جزعت !؟
فقال: ما ذاك مني من جزع، إلا أني أكره أن أكون في الدنيا فُوَاقاً لا أذكر الله )) !!!

و الفُواق هو الزمن الذي بين فتح يدك و قبضها على الضَّرْع، كما في ((
القاموس المحيط)) للفيروزآبادي مادة فوق.

ومعناه أن هذا الشقيُّ المجرم الذي قتل عليّا – رضي الله عنه – جزع من أن تمر عليه اللحظة القصيرة و لا يذكر فيها الله تعالى !!
فهل لنا من سبيل أن نقول: ((
كفّوا عن ابن ملجم فقد مات ولسانه رطبٌ من ذكر الله)) ؟؟!!

أسألُ الله تعالى أن يُصلحنا ويُصلح بنا من يشاء من عباده إنّه تعالى سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.




شُموعٌ مُظلمة !! ردٌّ على شمس الدّين



بسم الله الرحمن الرحيم:
فقد وقفتُ منذُ أيّام على مقال للشيخ (!) شمس الدّين بوروبي (!) مُفتي الجرائد (!) وذلك في جريدة الخبر اليومية الجزائرية في رُكن ((شموع من بلادي)) بتاريخ 8 رمضان 1428هـ الموافق لـ 20 سبتمبر 2007م، وكان المقال عبارة عن ترجمة لرجل وصفه شمس الدّين بـ ((الإمام العلامة)) و ((من العلماء الأعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين)).

اسمُ هذا الرجل كما هو مُدوّنٌ في أعلى المقال: ((محمّد الحفناوي بديار)).

وبعد أن أطنَبَ الشيخ (!) شمس الدّين في مدح هذا الرجل وذكر محاسنه وعبادته قال فضّ الله فاه: ((وقد عرّف الإمام الحفناوي نفسه في دفتر يومياته فقال: مالكيُّ المذهب، أشعريُّ العقيدة، خَلْوَتيُّ الطريقة، عمرانيُّ النّسب، نبائليُّ العرش، ترتريُّ الإقامة، ...)) (!!!)

ثمّ انتقل الشيخ (!) شمس الدّين إلى ذكر مؤلّفات هذا الإمام (!) العلامة (!) المالكي الأشعري الخلوتي (!!!) فقال فضّ الله فاه: ((3- مخطوط سمّاهُ تشويقُ المُحبّين، تحدّث في الباب الرابع منه عن الفرق الضالّة (!) كالمُعتزلة والقدرية والجبرية والحَشَويّة (!!) والباطنية والحلولية وأثنى على أهل السنّة ...)) اهـ

طبعاً المقصود بأهل السنّة هنا هم ((الأشاعرة والخلوتية)) وإلا فلا يُتخيّلُ أن يكون المقصود بأهل السنّة في كلام هذا الإمام (!) والشيخ (!) شمس الدّين أهل الحديث والأثر كسعيد بن المسيّب وسعيد بن جُبير والحمّادين والسفيانين والأئمّة الأربعة والأوزاعي والليث بن سعد والبخاري وأبي داود وابن تيمية وغيرهم، فقد سمّاهم هذا الإمام (!) أو شمس الدّين بـ ((الحشويّة))، ومعلومٌ أنّ هذه التّسمية أطلقها أهل البدع والضلال من الجهمية وغيرهم على أهل الحديث والأثر أهل السنّة والجماعة السلفيين.

فياليت شعري ! كيف يكون المُقلّد عالماً فضلا عن إمام وعلامة ؟؟!!
وكيف يكون الجهميُّ -الذي ينسبُ نفسهُ إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله- من أهل السنّة وقد اتّفقت كلمة العلماء قديماً وحديثاً على إخراج الجهمية ومخانيثهم الأشاعرة من دائرة أهل السنّة ؟؟!!

وكيفَ يوصفُ رجُلٌ صوفيٌّ خرافيٌّ خَلوَتيٌّ –والخلوتية من طُرُق الإلحاد والزندقة- بأنّه من أعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين ؟؟!!

يا شمس الدّين ألم تُصرّح لي بلسانك أننّك تُخالف الأشاعرة وتعتقد ضلال قولهم ؟؟!!

ألم تقُل لي بعظمة لسانك أنّك تُخالف من يُفسّرُ صفة الاستواء على العرش لله تبارك وتعالى بالاستيلاء والهيمنة والسيطرة ؟؟!!

وقُلتَ لي يومها أنّ الواجب (!) علينا أن نُفوّض معاني هذه الآيات –أي آيات الصفات- ونقول : الله أعلم بمراده ؟؟!!

وقُلتَ لي إنّ مذهب السلف هو التفويظ (بالظّاء !) ؟؟!!

يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان أشعرياً أو جهمياً !!

يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان خلوتياً أو قادرياً أو تيجانياً أو نقشبندياً !!!

بل سمّ لي يا شمس الدّين من التابعين من كان على ما كان عليه إمامك الحفناوي !!

بل من أتباع التّابعين يا شمس الدّين !!

إذا عجزتَ عن ذلك –ولا بُدّ- فاعلم أنّ خير النّاس الذين بُعث فيهم النّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم كما صحّ الخبر. ولا خير فيمن جاء بعدهم ولم يَسَعهُ ما وَسعَهم ولم يعتقد ما اعتقدوا ولم يقل ما قالوا ولم يسكُت عمّا سكتوا.

وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.


8 ربيع ثان 1429 هـ / 14 أفريل 2008م

صلاة الفاتح لما أغلق



نصها
(
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لماأغلق، والخاتم لما سبق، ناصر الحق بالحق، الهادي إلى صراطك المستقيم، وعلى حق قدره ومقداره)[1]

فضلها عند الطريقة التجاينة

جاء في جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التجاني لعلي حرازم بن العربي الفاسي
(..ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق ،فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها فأخبرني أولا بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات ،ثم أخبرني ثانيا أن المرأة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبيرا وصغيرا ومن القرآن ستة آلاف مرة لأنه من الأذكار )
[2]


بسم الله الرحمن الرحيم

جواب صريح

تمهيد:
ورد سؤال على الأستاذ الجليل محمد بن الحسن الحجوري وزير معارف الحكومة المغربية من الشيخ حافظ إبراهيم ربيشطي من أهل العلم ببلدة شقودرة بمملكة ألبانيا، عن أشياء منها ما يتعلق بالطريقة التجانية، فأجاب الأستاذ عن تلك المسائل كلها ونشر جوابه في مجلة (الرسالة) حيث نشر السؤال، ولقد أجاد الأستاذ في جوابه غير أنه أحاط كلامه في شأن الطريقة التجانية بشيء من الغموض حمله عليه فيما أظن مركزه ومحيطه وليس له في هذا عذر عند الله فإن السؤال كان واضحا والموضوع عظيماً هاما والموقف محتاجا إلى صراحة لا يخاف فيها إلا الله، فرأيت من واجبي الديني أن أجيب بصراحة وأن آتي من كلام الأستاذ بما هو مؤيد لجوانبي مع التعليق عليه لا أقصد من ذلك - علم الله – إلا النصح لإخواني الذين ضلوا بهذه الطريقة عن الصراط المستقيم هدانا الله كلنا إليه.

تلخيص السؤال:

يدعي المنتسبون للطريقة التجانية:

1- أن قراءة (صلاة الفاتح) أفضل من تلاوة القرآن ستة آلاف مرة متأولين بأن ذلك بالنسبة لمن لم يتأدب بآداب القرآن.
2- أن (صلاة الفاتح) من كلام الله القديم ولا يترتب عليها ثوابها إلا لمن اعتقد ذلك.
3- وأن (صلاة الفاتح) علمها النبي – صلى الله عليه وآله وسلم - لصاحب الطريقة ولم يعلمها لغيره.
4- وأن مؤسس الطريقة التجانية أفضل الأولياء.
5- وأن من انتسب إلى تلك الطريقة يدخل الجنة بلا حساب ولا عقاب وتغفر ذنوبه الصغار والكبار، حتى التبعات.
فهل الاندماج فيها غير مناف للشريعة الغراء؟

الجواب:

1- القرآن كلام الله و(صلاة الفاتح) من كلام المخلوق ومن اعتقد أن كلام المخلوق أفضل من كلام الخالق فقد كفر، ومن جعل ما للمخلوق مثل ما لله فقد كفر بجعله لله نداً فكيف بمن جعل ما للمخلوق أفضل مما للخالق.
هذا إذا كانت الأفضلية في الذات فأما إذا كانت الأفضلية في النفع فإن
[3] الأدلة النظرية والأثرية قاضية بأفضلية القرآن على جميع الأذكار وهو مذهب الأئمة من السلف والخلف، قال سفيان الثوري - رحمه الله- (سمعنا أن قراءة القرآن أفضل من الذكر)، نقله القرطبي في الباب السابع من كتاب (التذكار) وقال النووي - رحمه الله – (وأعلم أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار، وقد تظاهرت الأدلة على ذلك) قاله في الباب الثاني من كتاب التبيان ومخالفة مثل هذا موجب للتبديع والتضليل.
2- وأما زعم من زعم - متأولا لتلك الأفضلية الباطلة – بأن (صلاة الفاتح) خير لعامة الناس من تلاوة القرآن لأن ثوابها محقق ولا يلحق فاعلها إثم والقرآن إذا تلاه العاصي كانت تلاوته عليه إثماً لمخالفته لما يتلوه، واستدلوا على هذا بقول أنس - رضي الله عنه – الذي تحسبه العامة حديثاً: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه) فهو زعم باطل لأنه مخالف لما قاله أئمة السف والخلف من أن القرآن أفضل الأذكار ولم يفرقوا في ذلك بين عامة وخاصة ولا بين مطيع وعاص، ومخالف لمقاصد الشرع من تلاوة القرآن، وذلك من وجوه:
الأول - أن المذنبين مرضى القلوب فإن القلب هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله فكل معصية يأتي بها الإنسان هي من فساد في القلب ومرض به، والله تعالى قد جعل دواء أمراض القلب تلاوة القرآن: ((
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))[يونس:57] ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا))[الإسراء:82] فمقصود الشرع من المسلمين أن يتلوه ويتدبروه ويستشفوا بألفاظه ومعانيه من أمراضهم ومن عيوبهم وذنوبهم وذلك الزعم الباطل يصرف المذنبين - وأيُّنا غير مذنب؟ - عن تلاوته.

الثاني - أن القلوب تعتريها الغفلة والقسوة والشكوك والأوهام والجهالات وقد تتراكم عليها هذا الأدران كما تتراكم الأوساخ على المرآة فتطمسها وتبطل منفعتها وقد يصيبها القليل منها أو من بعضها فلا تسلم القلوب على كل حال من أصابتها فهي محتاجة دائماً وأبداً إلى صقل وتنظيف بتلاوة القرآن وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى هذا فيما رواه البيهقي في " الشعب " والقرطبي في ((التذكار)) - ((
أن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قالوا: يا رسول اله فما جلاؤها، قال: تلاوة القرآن)) فمقصود الشرع من المذنبين أن يتلوا القرآن لجلاء قلوبهم وذلك الزعم الباطل يصرفهم عنه.

الثالث- أن الوعيد والترهيب قد ثبتا في نسيان القرآن بعد تعلمه، وذهابه من الصدور بعد حفظه فيها، فروى أبو داوود عن سعد -مرفوعاً- : ((
ما من أمريء يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله أجذم))، وروى الشيخان عن عبد الله - مرفوعاً - : ((وأستذكروا القرآن فأنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم))، فمقصود الشرع دوام التلاوة لدوام الحفظ ودفع النسيان وذلك الزعم الباطل يؤدي إلى تقليلها أو تركها.
ومثل هذا الزعم في البطلان والضلال زعم أن تالي القرآن يأثم بقراءته مع مخالفته فإن المذنب يكتب عليه ذنبه مره واحدة، ولا يكتب عليه مرة ثانية إذا ارتكب ذنباً آخر وإنما يكتب عليه ذلك الذنب الآخر فيكف يكتب عليه ذنب إذا باشر عبادة التلاوة؟ والأصل القطعي - كتاباً وسنة - أن ما جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهو يبطل أن تجدد له سيئاته إذا جاء بتلاوة القرآن.

وما قول أنس - رضي الله عنه - ((رب تال للقرآن والقرآن يلعنه)) فليس معناه أن القرآن يلعنه لأجل تلاوته، كيف وتلاوته عبادة؟
وإنما معناه أنه ربما تكون له مخالفه لبعض أوامر القرآن أو نواهيه من كذب أو ظلم مثلاً فيكون داخلاً في عموم لعنه للظالمين والكاذبين.
وهذا الكلام خرج مخرج التقبيح للإصرار على مخالفة القرآن مع تلاوته بعثاً للتالي على سرعة الاتعاظ بآيات القرآن وتعجيل المتاب ، ولم يخرج مخرج الأمر التلاوة والانصراف عنها، هذا هو الذي يتعين حمل كلام هذا الصحابي الجليل بحكم الأدلة المتقدمة، ونظيره ما ثبت في الصحيح: (
(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))، قال الشراح - واللفظ للقسطلاني -: (وليس المراد الأمر بترك صيامه إذا لم يترك الزور إنما معناه التحذير من الزور فهو كقوله عليه الصلاة والسلام: ((من باع الخمر فليشقص الخنازير)) أي يذبحها، ولم يأمره بشقصها، ولكنه التحذير والتعظيم لإثم شار بالخمر، وكذلك حذر الصائم من قول الزور والعمل به، ليتم له أجره))، هذا فيمن يرتكب الزور وهو صائم فيكون متلبساً بالعبادة والمخالفة في وقت واحد، فكيف بمن كان ذنبه في غير وقت عبادة التلاوة؟ فالمقصود من كلام أنس تحذيره من الإصرار على المخالفة، وترغيبه في المبادرة بالتوبة ليكمل له أجر تلاوته بكمال حالته.

3- وليس عندنا من كلام الله إلا القرآن العظيم، هذا إجماع المسلمين حتى أن ما يلقيه جبريل - عليه السلام - في روع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- سماه الأئمة بالحديث القدسي ، وفرقوا بينه وبين القرآن العظيم ولم يقولوا فيه كلام الله، ومن الضروري عند المسلمين أن كلام الله هو القرآن وآيات القرآن، فمن اعتقد أن (صلاة الفاتح) من كلام الله فقد خالف الإجماع في أمر ضروري من الدين وذلك موجب للتفكير.
4- قد بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - معلما كما صح عند
[4]، وعاش معلما آخر لحظة من حياته فتوفاه الله تعالى نبينا ورسولاً ونقله للرفيق الأعلى، وقد أدى الرسالة، وبلغ الأمانة، وأنقطع الوحي وانتهى التبليغ والتعليم، وترك فينا ما إن تمسكنا به لن نضل أبدا وهو كتاب الله وسنته، كما صح عنه، هذا كله مجمع عند المسلمين، وقطعي في الدين، فمن زعم أن محمداً مات وقد بقي شيء لم يعلمه للناس في حياته فقد أعظم على الله الفرية وقدح في تبليغ الرسالة، وذلك كفر، فمن اعتقد أن (صلاة الفاتح) علمها النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لصاحب الطريقة التجانية دون غيره، كان مقتضى اعتقاده هذا أنه مات ولم يبلغ وذلك كفر، فإن زعم أنه علمه إياها في المنام فالإجماع على أنه لا يؤخذ شيء من الدين في المنام مع ما فيه من الكتم وعدم التبليغ المتقدم.

هذا وقد ثبت في الصحيح أن الصحابة - رضي الله عنهم - سألوا النبي - صلى الله عليه وآله وسلم _ كيف يصلون عليه فانتظر الوحي وعلمهم الصلاة الإبراهيمية وقد تواترت في الأمة تواتراً معنوياً ونقلها الخلف عن السلف طبقة عن طبقة واجمع الناس على مشروعيتها في التشهد، ومن مقتضى الاعتقاد الباطل المتقدم أنه - صلى الله عليه وآله وسلم - كتم عن أفضل أمته ما هو الأفضل وحرم منه قرونا من أمته وهو الأمين على الوحي وتبليغه، الحريص على هداية الخلق وتمكينهم من كل كمال وخير، فمن قال عليه ما يقتضي خلاف هذا فقد كذب عليه وكذب ما جاء به، ومن رجح صلاته على ما علمه هو - صلى الله عليه وآله وسلم - لأصحابه - رضي الله عنهم - بوحي من الله واختيار منه تعالى فقد دخل في وعد: ((
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا))[الأحزاب:36].

5- لا تثبت الأفضلية الشرعية إلا بدليل شرعي ومن أدعاها لشيء بدون دليل فقد تجرأ على الله وقفا ما ليس به علم وقد أجمعت الأمة على تفضيل القرون المشهود لها بالخيرية من الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام فاعتقاد أفضلية صاحب الطريقة التجانية تزكية على الله بغير علم وخرق للإجماع، موجب للتبديع والتضليل.
6- عقييدة الحساب والجزاء على الأعمال قطيعة الثبوت ضرورية العلم فمن اعتقد أنه يدخل الجنة بغير حساب فقد كفر.
فالمندمج في الطريقة التجانية على هذه العقائد ضال كافر، والمندمج فيها دون هذا العقائد عليه أثم من كثر سواد البدعة والضلال.
ثم هاكم من جواب الأستاذ عن فصول السؤال، مما يؤيد جوابنا مع تعليقنا عليه:
((ومن المكر الخفي والكيد للإسلام المنطوي تحت هذه المقالة تزهيد الناس في القرآن العظيم وفي تلاوته ثم الأعراض عنه إلى ما هو أخف عملا وفي الميزان أثقل في زعمهم الباطل وأني لأعجب لمسلم استنار بنور القرآن يقبل هذه المقالة في الإسلام، فلا حول ولا قوه إلا بالله)).
لهذه وغيره نقول أن الطريقة التجانية ليست كسائر الطرق في بدعها، والمشاهد اليوم من أضرارها، ودعنا من حديث ماضيها بما فيه، بل هي طريقة موضوعة لهدم الإسلام تحت أسم الإسلام، فان كتبها وأقوال أصحاب صاحبها مطبقة على هذه الأفكار وأكثر منها فلا تجد في كتبهم ما هو خالص منها حتى يمكن أن يكون هو الأصل وأن غيره مدسوس وأنك لتجد هذه الكتب محل الرضى والقبول والتقديس عند جميع أتباع الطريقة عالمهم وجاهلهم، ولو كان عالمهم بالكلمة المنسوبة إلى صاحب الطريقة: والله أعلم بصحة نسبتها: ((زنوا كلامي بميزان الكتاب والسنة))- لأعدموا تلك الكتب أو حموا على جماعتهم قراءتها أو حذفوا منها هذه الكفريات والأضاليل وأعلنوا البراءة منها للناس لكن شيئا من ذلك لم يقع، وإنما يطنطنون بتلك الكلمة قولياً ويقرون تلك الكتب وما فيها عمليا، وماذا يفيد القول مع التقرير والعمل، ولهذا رغم من كان في هذه الطريقة من أناس مشهورين بالعلم كالشيخ الرياحي فإن الحالة هي الحالة وتلك الكفريات والأضاليل فاشية منتشرة في أتباع الطريقة إلى اليوم.

قال الأستاذ الحجوري.... بعدما نقل أقوالهم في ضمان شيخهم ومضاعفة الأجور لهم ودخولهم الجنة بغير حساب -: ((فكأنها (الطريقة التجانية) ورقة حماية من دولة لها سلطة عالية، تعالى من يجير ولا يجار عليه، فكأنهم نسوا القرآن)).

فبهذا صارت الطريقة التجانية في نظر أهل العلم بالسنة والكتاب كأنها مسجد الضرر ضد الإسلام، فالله يقول في نبيه خاتم النبيين، وهو يقولون في الشيخ التجاني هو الختم وهو لبنة التمام للأولياء فحجروا على الله ملكه وقطعوا المدد المحمدي وهم لا يبالون أو لا يشعرون، وحتى أن شعروا فالمقصد يبرر الواسطة، وإذا سمعوا أن النبي أفضل النبيين قالوا أن التجاني رجله على رقبة كل ولي لله، بهذه العبارة الجافة من كل أدب الجارحة لعواطف كل مسلم لأن الولي في عرفهم يشمل النبي إذ يقولون أن ولاية النبي أفضل من نبوته، ولا يبالون أن يكون أصابهم أفضل من أبي بكر وعمر والعشرة المبشرين بالجنة الذين كانوا يخافون الحساب ولا يأمنون العقاب، ولم يكن عندهم بشارة بالنجاة منهما، إذ لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون)).

دعاء الإسلام إلى الجد ومحاسبة النفس والعمل على الخوف والرجاء في جميع نواحي الحياة الدنيا على أن يكون ذلك على السداد والإخلاص ليكون ذخراً لسعادة الأخرى فجاءت عقيدة ضمان الشيخ ودخول الجنة بلا حساب هادمة لذلك كله وقد ظهرت آثارها بالفعل كما حكاه الأستاذ الحجوري فيما يلي:

((حكي لي بعض القضاة قال: كان في محكمتي تسعون عدلا في البادية، وقد تقصيت أخبار الصالح والطالح منهم لأعلم مقدار ثقتي بهم في حقوق المسلمين فوجدت عشرين منهم متساهلين لا يؤتمنون على الحقوق، وحين دققت النظر في السبب تبين لي أنهم جميعاً تجانيون، فبقيت متحيرا حتى انكشف لي أن السبب هو أتكالهم على أنه لا حساب ولا عقاب يترصدهم فانتزع الخوف من صدورهم)).

هذا في العدول وهم من أهل العلم فكيف بالعامة؟ فهذه الطريقة ما وضعت إلا لهدم الإسلام ولا اجزم بأن صاحبها هو الذي وضعها هذا الوضع فقد يكون فيمن أتصل به من كاد هذا الكيد، ودسّ، وليس مثل هذا الكيد جديداً على الإسلام، قال الإمام ابن حزم في كتاب ((الأحكام)) ج3 ص21: ((فإن هذه الملة الزهراء الحنيفة السمحة كيدت في وجوه جمة، وبغيت لها الغوائل من طرق شتى، ونصبت لها الحبائل من سبل خفية ، وسعي عليها بالحيل الغامضة وأشد هذه الوجوه سعي من تزيا بزيهم، وتسمى باسمهم ودسّ لهم سم الأساود، في الشهد والماء البارد، فلطف لهم من مخالفة الكتاب والسنة، فبلغ ما أراد ممن شاء الله تعالى خذلانه، وبه تعالى نستعين من البلاء، ونسأله العصمة بمنه،لا إله إلا هو)).

(كلمة إلى العلماء)

[ وفي مقدمتهم صديقي العلامة الأستاذ البشير النيفر التونسي ].
إنني ادعوا كل عالم تجاني إلى النظر في فصول السؤال والجواب فإن اقروا ما انكرناه فليعلنوا اقرارهم له، وإذا انكروا ما انكرناه فليعلنوا انكارهم له، يصرحوا:
1- بأن (صلاة الفاتح) ليست من كلام الله.
2- وأنها ليست مثل الصلاة الإبراهيمية.
3- وأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -لم يعلمها لصاحب طريقتهم.
4- وأن لا فضل له ولا لا تباعه إلا بتقوى الله.
5- وأن المنتسب إلى طريقتهم لا يمتاز من المسلمين عن غير المنتسب إليها.
ومن لم يصرح بهذا باء بوزره ووزر الهالكين من الجاهلين وكان عليه أثم الكاتمين من العالمين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين
[5][6]

عبد الحميد بن باديس.

------------------------------
[1] أحزاب وأوراد التجاني 12 تحقيق محمد الحافظ
[2] انظر جواهر المعاني 1/136
[3] راجع ج 3 م 5 من الشهاب.
[4] كذا في الأصل والكلام ناقص وربما يكون أصله أو عنه.
[5] ش : جـ 7 ، م 14 ، ص 49 - 57
غرة رجب 1357 هـ - سبتمبر 1938.
[6] كتاب ابن باديس حياته وآثاره، جمع ودراسة: د.عمار الطالبي دار الغرب الإسلامي، ط.2 سنة 1403هـ، الجزء الثالث،ص(142-174)

الشرك والوثنية ودعوى النبوّة


الشرك والوثنية ودعوى النبوّة

بقلم الإمام السلفي المجدّد
عبد الحميد بن باديس الأثري القسنطيني
قدّس الله ثراه



عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: ((لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمّتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان، وإنّه سيكون في أمّتي ثلاثون كذّابون كلذُهم يزعم أنّه نبيٌّ، وأنا خاتم النبيّين، لا نبيّ بعدي))
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يُعرّف أصحابه بما يكون في أمّته من بعده، وهو تعريف للأمّة كلّها بما يكون فيها، يُعرّفهم بذلك ليحذروه ويجتنبوا أسبابه، ويبادروا إلى معالجته عند وقوعه.

لا يَستبعدُ مسلم صدور الشرك والوثنية ودعوى النبوّة من غير المسلمين، وإنّما يستبعد ويستنكر أن يكون شيء من هذا ممّن يقولون أنّهم مسلمون، ولهذا قدّم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم هذا التعريف والإنذار، حتى إذا وقع شيء من هذا من هذه الأمّة بودر إلى إنكاره وعلاجه، ولم يتساهل معهم في شيء من ذلك لأنّهم يقولون أنّهم مسلمون.

اللحوق بالمشركين:
من اعتقد مثل عقيدتهم أو فعل مثل أفعالهم أو قال مثل أقوالهم فقد لحق بهم، وقد يكون اللحوق تامّاً مخرجاً من أصل الإسلام وقد يكون دون ذلك.

فأصل عقيدة الشرك عند عرب الجاهلية أنّهم يعمون أنّ الله هو خلقهم وهو يرزقهم وهو المالك لجميع مخلوقاته، ولكنّهم كانوا يجعلون توجههم وتقربهم وتضرعهم لآلهتهم مع اعتقاد أنّها تقربّهم إلى الله.

وفي النّاس اليوم طوائف كثيرة تتوجه لبعض الأموات وتتضرع اهم وتقف أمام قبورهم بخضوع وخشوع تامَّيْن وتتضرّع وتناديهم على اعتقاد أنّهم يقربونها إلى الله ويتوسطون لها إليه ويزيدون أنّهم ينصرفون لها بقضاء الحوائج وجلب الرغائب ودفع المصائب.

ومن أعمال المشركين في الجاهلية أنّهم يسوقون الأنعام لطواغيتهم فينحرونها عندها طالبين رضاها ومعونتها.

وفي النّاس اليوم طوائف كثيرة تسوق الأنعام إلى الأضرحة والمقامات وتنحرها عندها إرضاءً لها وطلباص لمعونتها أو جزاءً على تصرّفها وما جلبت من نفع أو دفعت من ضر.

ومن أقوال المشركين في الجاهلية حلفهم بطواغيتهم تعظيما لها.

وفي النّاس اليوم طوائف كثيرة يحلفون بالله فيكذبون ويحلفون بمن يعظمونه من الأحياء والأموات فلا يكذبون.

فهذه الطوائف الكثيرة كلها قد لحقت بالمشركين. وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في قوله: ((لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمّتي بالمشركين)).

عبادة الأوثان:
كانت عبادة الأوثان في الجاهلية بالخضوع والتذلل لها ورجاء النفع وخوف الضر منها فينذرون لها النذور وينحرون لها النحائر ويلطخونها بالدماء ويتمسحون بها.

وفي النّاس اليوم طوائف كثيرة لها أشجار ولها أحجار تسميها بأسماء وتذكرها بالتعظيم وتذبح عندها الذبائح وتوقد عليها الشموع وتحرق عندها البخور وتتمسح بها وتتمرّغ عليها مثل فعل الجاهلية أو يزيد.

فصدق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ((وحتى يعبدوا الأوثان)).

هذا كلّه واقع في الأمّة لا شك فيه، وكما كان من ننصح نبيّها صلى الله عليه وآله وسلّم أن أنذرها بوقوعه فيها قبل وقوعه، فإنّ من نصح علمائها لها أن يعرّفوها به اليوم بعد وقوعه، ويصوّروه لها على صورته الشركية الوثنية التي ينفر منها المسلم بطبعه.

ولو أنّ الأمّة سمعت صيحات الإنكار من كلّ ذي علم لأقلعت عن ضلالها ورجعت إلى رشدها، فما أسعد من نصحها من أهل العلوم وجاهد لإنقاذها وما أشقى من غشّها وزادها رسوخا في ضلالها، وتمادياً في هلاكها.

فحيهلا على العمل أيُّها المصلحون الناصحون المخلصون، فإنّ عهد الغّش والخديعة قد آن بذهابأ وإنّ الله لا يهدي من هو مسرف كذاب.

دعوى النبوّة:
قد ضلّت وهلكت باتباع أشخاص ادعوا النبوّة من هذه الأمّة طوائف كثيرة، وقد كان منهم أول الإسلام مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، ثمّ كان المختار بن عبيد الثقفي.
ثمّ كان منهم في عصرنا وقبيله الباب، وإليه تنسب البابية، والبهاء وإليه تُنسبُ البعائية، وغلام القادياني وإليه تُنسب القاديانية.
وقد كانت هذه القاديانية تدخُلُ الجزائر على يد طائفة الحلول وشيخها (1)، لولا أن قام في وجوههم العلماء المصلحون وفضحوهم على صفحات ((الشهاب)) أيام كان أسبوعيا، فردّ الله كيدهم، ووقى اللهُ الجزائر شراً عظيماً.

وقد أخبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم عن هؤلاء الكذابين بأنّهم ثلاثون فلابدّ إلى أن يصلوا إلى هذا العدد، وقد تكزن بقيتهم في أحشاء الأيام.

وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلّم أنّهم كذابون، وأنّه لا نبيّ بعدهُ، وقد صدق قوله صلى الله عليه وآله وسلّم فما من واحد منهم إلا وقد ظهر من كذبه ما عسر تأويله على أصحابه، ومن غلطه وخلطه ما يدلّ على أنّه لا مستند له من اليقين.
فصلى الله على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين.

الشهاب: ج 1، م 11 – غرّة محرّم 1354 هـ - 5 أبريل 1935 م.

(1) يعني بهم الإمام ابن باديس رحمه الله تعالى المدعو أحمد بن عليوة وطائفته المعروفة بالطائفة العليوية. وهذا الرجل باطني صوفي خرافي يقول بوحدة الوجود وغيرها من عقائد الصوفية الكفرية وقد دوّن كفرياته في ديوان له.
ردّ عليه الإمام ابن باديس رحمه الله في كتابه المعروف: ((جواب سؤال عن سوء مقال)) وهو مطبوع بتحقيق الشيخ السلفي أبو عبد الرحمن محمود الجزائري حفظه الله تعالى.
عدد زوار الموقع