آخر المواضيع

مرحباً بكم على موقع ((لا صوفية في الإسلام)) تجدون في هذا الموقع : مقالات، صوتيات، كتب، مرئيات، وغيرها من الفوائد والفرائد والكنوز. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

الأحد، 8 ماي 2011

الشرك والوثنية ودعوى النبوّة


الشرك والوثنية ودعوى النبوّة

بقلم الإمام السلفي المجدّد
عبد الحميد بن باديس الأثري القسنطيني
قدّس الله ثراه



عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: ((لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمّتي بالمشركين وحتى يعبدوا الأوثان، وإنّه سيكون في أمّتي ثلاثون كذّابون كلذُهم يزعم أنّه نبيٌّ، وأنا خاتم النبيّين، لا نبيّ بعدي))
رواه الترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح.

كان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم يُعرّف أصحابه بما يكون في أمّته من بعده، وهو تعريف للأمّة كلّها بما يكون فيها، يُعرّفهم بذلك ليحذروه ويجتنبوا أسبابه، ويبادروا إلى معالجته عند وقوعه.

لا يَستبعدُ مسلم صدور الشرك والوثنية ودعوى النبوّة من غير المسلمين، وإنّما يستبعد ويستنكر أن يكون شيء من هذا ممّن يقولون أنّهم مسلمون، ولهذا قدّم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم هذا التعريف والإنذار، حتى إذا وقع شيء من هذا من هذه الأمّة بودر إلى إنكاره وعلاجه، ولم يتساهل معهم في شيء من ذلك لأنّهم يقولون أنّهم مسلمون.

اللحوق بالمشركين:
من اعتقد مثل عقيدتهم أو فعل مثل أفعالهم أو قال مثل أقوالهم فقد لحق بهم، وقد يكون اللحوق تامّاً مخرجاً من أصل الإسلام وقد يكون دون ذلك.

فأصل عقيدة الشرك عند عرب الجاهلية أنّهم يعمون أنّ الله هو خلقهم وهو يرزقهم وهو المالك لجميع مخلوقاته، ولكنّهم كانوا يجعلون توجههم وتقربهم وتضرعهم لآلهتهم مع اعتقاد أنّها تقربّهم إلى الله.

وفي النّاس اليوم طوائف كثيرة تتوجه لبعض الأموات وتتضرع اهم وتقف أمام قبورهم بخضوع وخشوع تامَّيْن وتتضرّع وتناديهم على اعتقاد أنّهم يقربونها إلى الله ويتوسطون لها إليه ويزيدون أنّهم ينصرفون لها بقضاء الحوائج وجلب الرغائب ودفع المصائب.

ومن أعمال المشركين في الجاهلية أنّهم يسوقون الأنعام لطواغيتهم فينحرونها عندها طالبين رضاها ومعونتها.

وفي النّاس اليوم طوائف كثيرة تسوق الأنعام إلى الأضرحة والمقامات وتنحرها عندها إرضاءً لها وطلباص لمعونتها أو جزاءً على تصرّفها وما جلبت من نفع أو دفعت من ضر.

ومن أقوال المشركين في الجاهلية حلفهم بطواغيتهم تعظيما لها.

وفي النّاس اليوم طوائف كثيرة يحلفون بالله فيكذبون ويحلفون بمن يعظمونه من الأحياء والأموات فلا يكذبون.

فهذه الطوائف الكثيرة كلها قد لحقت بالمشركين. وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم في قوله: ((لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمّتي بالمشركين)).

عبادة الأوثان:
كانت عبادة الأوثان في الجاهلية بالخضوع والتذلل لها ورجاء النفع وخوف الضر منها فينذرون لها النذور وينحرون لها النحائر ويلطخونها بالدماء ويتمسحون بها.

وفي النّاس اليوم طوائف كثيرة لها أشجار ولها أحجار تسميها بأسماء وتذكرها بالتعظيم وتذبح عندها الذبائح وتوقد عليها الشموع وتحرق عندها البخور وتتمسح بها وتتمرّغ عليها مثل فعل الجاهلية أو يزيد.

فصدق عليهم قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ((وحتى يعبدوا الأوثان)).

هذا كلّه واقع في الأمّة لا شك فيه، وكما كان من ننصح نبيّها صلى الله عليه وآله وسلّم أن أنذرها بوقوعه فيها قبل وقوعه، فإنّ من نصح علمائها لها أن يعرّفوها به اليوم بعد وقوعه، ويصوّروه لها على صورته الشركية الوثنية التي ينفر منها المسلم بطبعه.

ولو أنّ الأمّة سمعت صيحات الإنكار من كلّ ذي علم لأقلعت عن ضلالها ورجعت إلى رشدها، فما أسعد من نصحها من أهل العلوم وجاهد لإنقاذها وما أشقى من غشّها وزادها رسوخا في ضلالها، وتمادياً في هلاكها.

فحيهلا على العمل أيُّها المصلحون الناصحون المخلصون، فإنّ عهد الغّش والخديعة قد آن بذهابأ وإنّ الله لا يهدي من هو مسرف كذاب.

دعوى النبوّة:
قد ضلّت وهلكت باتباع أشخاص ادعوا النبوّة من هذه الأمّة طوائف كثيرة، وقد كان منهم أول الإسلام مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، ثمّ كان المختار بن عبيد الثقفي.
ثمّ كان منهم في عصرنا وقبيله الباب، وإليه تنسب البابية، والبهاء وإليه تُنسبُ البعائية، وغلام القادياني وإليه تُنسب القاديانية.
وقد كانت هذه القاديانية تدخُلُ الجزائر على يد طائفة الحلول وشيخها (1)، لولا أن قام في وجوههم العلماء المصلحون وفضحوهم على صفحات ((الشهاب)) أيام كان أسبوعيا، فردّ الله كيدهم، ووقى اللهُ الجزائر شراً عظيماً.

وقد أخبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم عن هؤلاء الكذابين بأنّهم ثلاثون فلابدّ إلى أن يصلوا إلى هذا العدد، وقد تكزن بقيتهم في أحشاء الأيام.

وقد أخبر صلى الله عليه وآله وسلّم أنّهم كذابون، وأنّه لا نبيّ بعدهُ، وقد صدق قوله صلى الله عليه وآله وسلّم فما من واحد منهم إلا وقد ظهر من كذبه ما عسر تأويله على أصحابه، ومن غلطه وخلطه ما يدلّ على أنّه لا مستند له من اليقين.
فصلى الله على خاتم الأنبياء وإمام المرسلين.

الشهاب: ج 1، م 11 – غرّة محرّم 1354 هـ - 5 أبريل 1935 م.

(1) يعني بهم الإمام ابن باديس رحمه الله تعالى المدعو أحمد بن عليوة وطائفته المعروفة بالطائفة العليوية. وهذا الرجل باطني صوفي خرافي يقول بوحدة الوجود وغيرها من عقائد الصوفية الكفرية وقد دوّن كفرياته في ديوان له.
ردّ عليه الإمام ابن باديس رحمه الله في كتابه المعروف: ((جواب سؤال عن سوء مقال)) وهو مطبوع بتحقيق الشيخ السلفي أبو عبد الرحمن محمود الجزائري حفظه الله تعالى.
عدد زوار الموقع