آخر المواضيع

مرحباً بكم على موقع ((لا صوفية في الإسلام)) تجدون في هذا الموقع : مقالات، صوتيات، كتب، مرئيات، وغيرها من الفوائد والفرائد والكنوز. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

السبت، 13 ديسمبر 2014

:: من فتاوى الباقوري المخالفة للشرع ::

المقال منشور في مجلة التوحيد المصرية وهو موجود في المجلد الخامس العدد 7

باب السنة
يقدمه
فضيلة الشيخ محمد على عبد الرحيم
الرئيس العام للجماعة

أسامة بن زيد يقول: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء)) متفق عليه.

والشيخ الباقوري يقول: للمرأة أن ترقص وأن تغني، ورؤية الرجال لها عبادة.

لم يكن مقدم حلقة ندوة العلماء بالتليفزيون المصري - الأستاذ عبد الصبور شاهين - منصفًا، حين استضاف الشيخ الباقوري، في إحدى حلقات هذه الندوة، يستفتيه في أمور استبانت حرمتها، فالحلال بين والحرام بين. ذلك لأن الشيخ الباقوري لا يرجع في فتواه إلى الشرع الحكيم، ولكنه يعتمد فيها على رأيه متأثرًا ببيئة العصر الحاضر التي شاع فيها اختلاط الجنس، فتارة تأتي فتاواه إرضاء لنساء العصر اللائي استبحن حرمات اللَّه، وتارة تنزل فتواه على قلوب من يحاربون دين اللَّه من أهل الرقص والغناء.

وفي إحدى هذه الندوات، أعلن الشيخ الباقوري رأيه بصراحة في رقص المرأة، ومزاولتها للغناء، واختلاطها بالرجال. وكان مما أخذ على هذا العالم الذي درج في الوظائف الدينية حتى وصل إلى أعلاها: انحراف في فتواه التي جانبت الصواب، وخاصة لأنها لا تستند إلى دليل، بل تصطدم صراحة بنص القرآن العظيم، وسنة نبي الهدى عليه الصلاة والسلام.

أن تصرفات الشيخ الباقوري تجعل رجل الشارع لا يطمئن إلى فتواه، وبرهان ذلك أنه حينما كان وزيرًا للأوقاف وشئون الأزهر، ضرب المثل السيئ لعلماء الدين: فاستباح لنفسه أن يقيم حفل عرس لإحدى بناته بدار الأوبرا، قبل أن تصاب بالحريق الذي دمرها. وضم هذا الحفل نساء كاسيات عاريات، ومغنيات وراقصات متبرجات، ونشرت المجلات المصورة حينذاك صورًا متعددة لهذا العالم في أوضاع غير كريمة بين النساء لا تناسب العلماء ولا المسلمين الغيورين على دينهم، وكان هو يشغل مركزًا دينيًا خلع عليه وجاهة يعتمد عليها فتاواه. وهو بهذا الحفل الذي أقامه بدار الأوبرا، يزداد جرأة في فتاوى بعيدة عن شريعة اللَّه.

إن الذي يفتي بإباحة تبرج النساء، واختلاط الرجال بالنساء، قد أحل حرامًا، وتحدى قول العزيز الحكيم: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإسْلاَمِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الصف: 7].

لقد طلع علينا في ندوة العلماء التليفزيونية، بفتاوى بعيدة كل البعد عن الإسلام، من شأنها أن تدفع إلى الرذيلة، وتضع الفضيلة تحت الأقدام. ومن هذه الفتاوى ما يلي:

1 - رقص المرأة جائز، وغناؤها جائز، ورؤية الرجل للمرأة عبادة!! ..

2 - مسح المرأة على الباروكة جائز، بدلاً من المسح على رأسها في الوضوء.

3 - جاء في مجلة الاعتصام بعدد ربيع الآخر 1397 أنه قال لأحد الممثلين في حديث نشرته مجلة الجيل الجديد: إن للمرأة أن تصلي حاسرة الرأس وبملابسها القصيرة، كما أنه يبيح للخاطب أن يختلط لخطيبته، ويقبلها، ويعانقها، قبل عقد الزواج، ليتأكد من صلاحيتها.

إن مقدم البرنامج عبد الصبور شاهين يعلم حق العلم أن تحليل الحرام يوقع صاحبه في كفر باللَّه، فكيف يعمل على أن تشيع هذه الأباطيل بين جمهور المسلمين؟ فإن من لديه أثارة من علم لا يقبل هذه الفتاوى التي ما يراد بها إلا إرضاء أهل الهوى على حساب الدين.

إن الشيخ الباقوري لم يترك وسيلة من وسائل الانحلال إلا سكت عنها، وأحاديثه في المجلات النسوية كثيرة مشهورة، وقد شهدت عليه أنه يقف بجانب أولئك الذين يدعون إلى أن يكون دينهم مستمدًا من الآراء، ومبنيًا على الأهواء.

هل فاته أن الشيطان إذا تحير في فتنة عبد من الأتقياء: صوب إليه امرأة، وأن كيدهن عظيم؟

وهل غاب عنه قول المعصوم - صلى الله عليه وسلم -: ((ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما))؟

إنا نخشى أن تؤثر هذه الفتوى البعيدة عن الحق والصواب، في محيط قوم لهم نشاط ملحوظ في الدعوة إلى الخروج عن الإنسانية، ونبذ الدين، هذا النشاط الذي يتجلى في المراقص والسهرات الحمراء، إذ تجد هناك من الفتيات العاريات من يأخذ بخصرها وتأخذ بخصرة من الرجال أو الشبان، ويرقصان معًا أمام الناظرين، وفي ذلك تتلاصق البطون والصدور مع حركات هذا الرقص اللعين.

إن الشيخ الباقوري يرى بنفسه، ويعلم أن المرأة في هذا العصر قد تعري صدرها، وصار وجهها بما غيرت فيه من خلق اللَّه معرضًا للناظرين، كما تفننت في كل وسائل إغراء الجنس، حتى صارت مصيبتنا في النساء مصيبة تتفتت لها الأكباد حسرات وحسرات.

إن هذه الفتاوى تدعو إلى أن يتساهل من رق دينه، وانحطت غيرته، فيرضى عن تبرج النساء وعريهن الذي لا يخلو منه مكتب ولا شارع ولا مكان.

* * *

ألا فليتق اللَّه الشيخ الباقوري، وليحذر ما رواه الدارمي عن ثوبان قال: قال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما أخشى على أمتي الأئمة المضلين)).

والنصيحة الخالصة له ألا يزج بنفسه في فتاوى تعتمد على رأيه، فمن أعجب برأيه ضل {وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}. وليسمع قول اللَّه عز وجل: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: 116، 117]، وقوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ} [الزمر: 32].

نعوذ باللَّه من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونسأله الهداية والتوفيق.


محمد على عبد الرحيم
عدد زوار الموقع