آخر المواضيع

مرحباً بكم على موقع ((لا صوفية في الإسلام)) تجدون في هذا الموقع : مقالات، صوتيات، كتب، مرئيات، وغيرها من الفوائد والفرائد والكنوز. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

السبت، 29 جوان 2013

:: فتوى الإمام ابن قدامة المقدسي في الصوفية ::





الحمد لله وصلى الله على محمد وآله وسلم..
ما تقول السادة الفقهاء - احسن الله توفيقهم - فيمن يسمع الدف والشبانة والغناء ويتواجد ، حتى انه يرقص ، هل يحل ذلك ام لا؟ مع اعتقاده انه محب لله وان سماعه وتواجده ورقصه في الله؟.
وفي اي حال يحل الضرب بالدف؟ هل هو مطلق ، او في حالة مخصوصة؟.
وهل يحل سماع الشعر بالالحان في الأماكن الشريفة ، مثل المساجد وغيرها؟
افتونا مأجورين ، رحمكم الله .


 

قال الشيخ الامام العالم الأوحد شيخ الإسلام ، موفق الدين ، أو عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه :

الجواب وبالله التوفيق : ان فاعل هذا مخطيء ساقط المروءة ، والدائم على هذا الفعل مردود الشهادة في الشرع ، غير مقبول القول : ومقتضى هذا : أنه لا تقبل روايته لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا شهادته برؤية هلال رمضان ، ولا أخباره الدينية .

وأما اعتقاده محبة الله عز وجل ، فانه يمكن ان يكون محباً لله سبحانه ، مطيعا له في غير هذا ، ويجوز أن يكون له معاملة مع الله سبحانه ، وأعمال صالحة في غير هذا المقام .

وأما هذا فمعصية ولعب ، ذمه الله تعالى ورسوله ، وكرهه اهل العلم ، وسموه : بدعة ، ونهوا عن فعله ، ولا يُتقرب الى الله سبحانه بمعاصيه ، ولا يُطاع بارتكاب مناهيه ، ومن جعل وسيلته الى الله سبحانه معصيته ، كان حظه الطرد والابعاد ، ومن اتخذ اللهو واللعب دينا ، كان كمن سعى في الارض الفساد ، ومن طلب الوصول الى الله سبحانه من غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته فهو بعيد من الوصول الى المراد .

وقد روى أبو بكر الاثرم قال : سمعت أبا عبد الله - يعني احمد بن جنبل - يقول : " التغبير محدث " وقال ابو الحارث : سألت أبا عبد الله عن التغبير وقلت : انه ترق عليه القلوب . فقال : " هو بدعة " وروى غيره انه كرهه ، ونهى عن اسماعه .

وقال الحسن بن عبد العزيز الجروي : سمعت الشافعي محمد بن ادريس يقول : " تركت بالعراق شيئاً يقال له التغبير ، أحدثته الزنادقة ، يصدون الناس به عن القرآن " .

وقال يزيد بن هارون : " ما يغبر إلا فاسق ، ومتى كان التغبير ؟ " .

وقال عبد الله بن داود : " أرى ان يضرب صاحب التغبير " .

والتغبير : اسم لهذا السماع ، وقد كرهه الائمة كما ترى . ولم ينضم اليه هذه المكروهات من الدفوف والشبابات ، فكيف به إذا انضمت اليه واتخذوه ديناً؟ فما أشبههم بالذين عابهم الله تعالى بقوله : { وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية } قيل المكاء التصفير ، والتصدية : التصفيق . وقال الله سبحانه لنبيه : { وذر الذين اتخذوا دينهم لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا } .

ومن المعلوم ان الطريق الى الله سبحانه انما تعلم من جهة الله تعالى بواسطة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإن الله تعالى رضيه هادياً ومبيناً ، وبشيراً ونذيراً ، وأمر باتباعه ، وقرن طاعته بطاعته ، ومعصيته بمعصيته ، وجعل اتباعه دليلاً على محبته ، فقال سبحانه : { وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم ، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبيناً } وقال سبحانه : { إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم } .

ومن المعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان شفيقاً على أمته ، حريصاً على هداهم رحيماً بهم ، فما ترك طريقاً تهدي إلى الصواب إلا وشرعها لأمته ، ودلهم عليها بفعله وقوله ، وكان أصحابه عليهم السلام من الحرص على الخير والطاعة ، والمسارعة إلى رضوان الله بحيث لم يتركوا خصلة من خصال الخير إلا سابقوا اليها ، فما نقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من صحابته انه سلك هذه الطريقة الرديئة ، ولا سهر ليلة في سماع يتقرب به إلى الله سبحانه ، ولا قال : من رقص فله من الأجر كذا ، ولا قال : الغناء ينبت الإيمان في القلب ، ولا استمع الشبابة فأصغى اليها وحسنها ؛ او جعل في اسمتاعها وفعلها أجراً . وهذا أمر لا يمكن مكابرته ، وإذا صح هذا لزم أن لا يكون قربة إلى الله سبحانه ، ولا طريقاً موصلا اليه ، ووجب أن يكون من شر الأمور ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها " وهذا منها . وقال عليه الصلاة والسلام : " كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " .

وقد سمى الأئمة هذا بدعة بما ذكرناه .

فأما تفصيل هذه المسموعات من الدف والشبابة وسماع كل واحد منهما منفرداً : فإن هذه جميعها من اللعب ، فمن جعلها دأبه أو اشتهر بفعلها أو استماعها أو قصدها في مواضعها أو قصد من أجلها فهو ساقط المروءة ، ولا تقبل شهادته، ولا يعد من أهل العدالة ، وكذلك الرقاص .

وأغلظها الشبابة ، فإنه قد روي فيها الحديث الذي يرويه سليمان بن موسى عن نافع قال : كنت مع ابن عمر في طريق فسمع صوت زامر يرعى ، فعدل عن الطريق وأدخل اصبعيه في اذنيه ثم قال : يا نافع ، هل تسمع؟ هل تسمع؟ قلت : نعم ، فمضى ثم قال : يا نافع ، هل تسمع؟ قلت : لا ، فأخرج يديه من اذنيه ، قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل . رواه الخلال في " جامعه " عن عوف بن محمد المصري عن مروان الطاطري عن سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى . ورواه أيضاً عن عثمان بن صالح الانطاكي عن محمود بن خالد عن أبيه عن المطعم بن المقدام عن نافع .

وسئل أحمد عن هذا الحديث ، فقال : يرويه سليمان ابن موسى عن نافع عن ابن عمر .

وهذا مبالغة من النبي صلى الله عليه وسلم في تحريمه ، لسد أذنيه وعدوله عن الطريق ولم يكتف بأحدهما عن الآخر .

ولأنها من المزامير ، وما بلغنا عن أحد من العلماء الرخصة في المزمار ، فهي كالطنبور ، بل هي أغلظ ، فانه ورد فيها ما لم يرد فيه .

وأما الغناء فقد اختلف العلماء فيه . وكان أهل المدينة يرخصون فيه ، وخالفهم كثير من أهل العلم ، وعابوا قولهم .

قال عبد الله بن مسعود : " الغناء ينبت النفاق في القلب " . وقال مكحول : " من مات وعنده مغنية لم يصل عليه " . وقال معمر : " لو أن رجلا أخذ بقول أهل المدينة في السماع - يعني الغنا - ، واتيان النساء في ادبارهن - وبقول أهل مكة في المتعة والصرف ، وبقول أهل الكوفة في المسكر ، كان شر عباد الله " .

وسئل مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء فقال : " إنما يفعله عندنا الفساق " ، وكذلك قال ابراهيم بن المنذر الخزامي .

وعلى كل حال فهو مكروه وليس من شأن أهل الدين .

فأما فعله في المساجد فلا يجوز ، فان المساجد لم تبن لهذا . ويجب صونها عما هو أدنى منه ، فكيف بهذا الذي هو شعار الفساق ومنبت النفاق؟!

وأما الدف فهو أسهل هذه الخصال . وقد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم في النكاح وجاءت الرخصة فيه في غير النكاح أيضاً . ولا يتبين لي تحريمه إلا ان يكون الضارب به رجلا يتشبه بالنساء ، فيحرم لما فيه من تشبه الرجال بالنساء . أو يضرب به عند الميت ، فيكون ذلك إظهاراً للسخط بقضاء الله والمحاربة له ، فأما إن خلا من ذلك فلست أراه حراماً بحال .

وقد كام أصحاب عبد الله بن مسعود يخرقون الدفوف ويشددون فيها ، وذكر أحمد عنهم ولم يذهب اليه ، لأن السنة وردت بالرخصة فيه ، وهي أحق ما اتبع .

فقد روي عن عياض بن غنم صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم - وقد شهد عيداً بالانبار - فقال : ما أراكم تقلسون؟ كانوا يقلسون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلونه . قال يزيد بن هارون : التقليس : ضرب الدف .

وقال أنس بن مالك : مر النبي صلى الله عليه وسلم بجوار من بني نجار وهن يضربن بدف لهن وهن يقلن :

نحن جوار من بني النجار
وحبذا محمد من جار

فقال : " الله يعلم اني أحبكم " .

وروي ان امرأة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : إني نذرت إن سلمك الله ان أضرب على رأسك بالدف ، فقال : " إن كنت نذرت فافعلي وإلا فلا " أو كما جاء .

وفي الجملة فانه وإن رخص فيه للاعب ، فإنا نعتقده لعباً ولهواً .

فأما من يجعله دينا ، ويجعل استماعه واستماع الغناء قربة وطريقاً إلى الله سبحانه ، فلا يكاد يوصله ذلك إلا إلى سخط الله ومقته وربما انضم إلى ذلك النظر إلى النساء المحرمات أو غلام جميل يسلبه دينه ، ويفتن قلبه ، ويخالف ربه في قوله سبحانه { وقل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم } فكان دليلاً على تسامحه في المخالفة لقوله { ويحفظوا فروجهم } ولم يكن ذلك أزكى لهم . ومن ابتلي بمخالفة أول الآية فليبادر إلى العمل بآخرها { وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } .

وقد قال بعض التابعين : " ما انا بأخوف على الشاب الناسك من سبع ضار أكثر من الغلام الأمرد يقعد إليه .

وقال ابو سهل : " سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم : اللائطون على ثلاثة أصناف : صنف ينظرون ، وصنف يصافحون ، وصنف يعملون ذلك العمل " .

وعن الحسن بن ذكوان انه قال : " لا تجالسوا اولاد الاغنياء فإن لهم صوراً كصور النساء ، وهم أشد فتنة من العذارى " .

ولا ينبغي لأحد ان يغتر بنفسه . أو يثق بما يظن في نفسه من صلابة دينه ، وقوة ايمانه ، فان من خالف حدود الله تعالى ونظر الى ما منعه الشرع من النظر اليه ، نزعت منه العصمة ، ووكل إلى نفسه ، وكيف يغتر عاقل بذلك ، وقد علم ما ابتلي به داود نبي الله عليه السلام ، وهو أعبد البشر ، ونبي من انبياء الله تعالى ، يأتيه خير السماء ، وتختلف اليه الملائكة بالوحي ، ومع ذلك وقع فيما وقع فيه من الذنب بسبب نظرة نظرها . وبعض عباد بني إسرائيل عبد الله سبعين عاما ثم نظر الى امرأة فافتتن بها . وبرصيصا العابد ، كان هلاكه بسبب النظر ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي عليه السلام : " لا تتبع النظرة النظرة ، فإنما لك الأولى وليست لك الأخرى " . وهو من سادات هذه الأمة ، ومحله من الدين والعلم والمعرفة بالله تعالى وبحقه وحدوده وحرماته محله ، فمن انت ايها المغرور الجاهل بنفسه؟ انظر أين أنت من هؤلاء المذكورين ، وقد روى اسامة بن زيد قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تركت فتنة بعدي اضر على الرجال من النساء " وجاء في الاثر : " ان النظرة سهم مسموم من سهام إبليس " . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " العينان تزنيان وزناهما النظر " وقال الفضيل بن عياض : " الغناء رقية الزنا " ، فإذا اجتمعت رقية الزنا وداعيته ورائده فقد استكملت أسبابه .

وقد روي عن عمر بن عبد العزيز انه قال : " انه بلغني عن الثقات من حملة العلم أن حضور المعازف واستماع الاغاني واللهج بها ينبت النفاق في القلب كما ينبت العشب الماء " .

ولعمري لتوقي ذلك بترك حضور تلك المواطن أيسر على ذي الذهن من الثبوت على الايمان ما ما ينبت النفاق في قلبه ، وهو حين يفارقها لا يعتقد احتواء اذنيه على شيء مما ينتفع به .

فمن أحب النجاة غدا ، والمصاحبة لأئمة الهدى ، والسلامة من طريق الردى ، فعليه بكتاب الله فليعمل بما فيه ، وليتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته فلينظر ما كانوا عليه ، فلا يعدوه بقول ولا فعل ، وليجعل عبادته واجتهاده على سننهم ، وسلوكه في طريقهم ، وهمته في اللحاق بهم ، فان طريقهم هو الصراط المستقيم ، الذي علمنا الله سبحانه سؤاله ، وجعل صحة صلاتنا موقوفة على الدعاء به فقال سبحانه معلما لنا : { اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين } آمين .

فمن شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان على الصراط المستقيم فقد مرق من الدين ، وخرج من جملة المسلمين ، ومن علم ذلك ، وصدق ورضي بالله رباً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمد نبيا ، وعلم أن الله تعالى قد أمرنا باتباع نبيه بقوله سبحانه : { واتبعوه لعلكم تهتدون } وغير ذلك من الآيات . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدة بدعة ، وكل بدعة ضلالة " وقوله عليه الصلاة والسلام : " خير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها " . فما باله يلتفت عن طريقه يميناً وشمالاً . ينصرف عنها حالاً فحالاً ويطلب الوصول إلى الله سبحانه من سواها ، ويبتغي رضاه فيما عداها .

أتراه يجد أهدى منها سبيلاً ، ويتبع خيراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم دليلاً؟ كلا ، لن يجد سوى سبيل الله سبحانه إلا سبيل الشيطان ، ولن يصل من غيرها إلا إلى سخط الرحمن ، قال الله تعالى : { وان هذا صراطي مستقميا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون } .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه خط خطا مستقيما فقال : " هذا سبيل الله " وخط من ورائه خطوطا فقال : " هذه سبل الشيطان ، على كل سبيل منها شيطان يدعوا اليه ، من أجابهم اليها قذفوه في النار " أو كما جاء الخبر .

فأخبر أن ما سوى سبيل الله هي سبل الشيطان ، من سلكها قذف في النار ، وسبيل الله التي مضى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأولياؤه والسابقون الأولون ، واتبعهم فيها التابعون بإحسان الى يوم الدين ، { رضي الله عنهم ورضوا عنه ، أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم } ، فمن سلكها سعد ، ومن تركها بعد .

وطريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته وأخلاقه وسيرته وما كان عليه في عبادته وأحواله مشهور بين أهل العلم ، ظاهر لمن أحب الاقتداء به واتباعه ، وسلوك منهجه ، والحق واضح لمن أراد الله هدايته وسلامته و { من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً } .

ثبتنا الله وإياكم على صراطه المستقيم ، وجعلنا وإياكم ممن يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم ، خالدين فيها أبداً ان الله عنده أجر عظيم .

فيا أيها الآدمي المسكين المخلوق لأمر عظيم ، الذي خُلقت من أجله الجحيم وجنات النعيم ، إذا أنت أصغيت إلى الملاهي بسمعك ، ونظرت إلى محارم الله ببصرك ، وأكلت الشبهات بفيك ، وأدخلتها إلى بطنك ، ورضيت لنفسك برقصك ونقصك ، وأذهبت أوقاتك العزيزة في هذه الاحوال الخسيسة ، وضيعت عمرك الذي ليست له قيمة ، في كسب هذه الخصال الذميمة ، وشغلت بدنك المخلوق للعبادة ، بما نهى الله عنه عباده ، وجلست مجالس البطالين ، وعملت أعمال الفاسقين والجاهلين ، فسوف تعلم إذا انكشف الغطاء ، ونزل القضاء ، ماذا يحل بك من الندم يوم ترى منازل السابقين ، وأجور العاملين ، وأنت مع المخلفين المفرطين ، معدود في جملة المبطلين الغافلين ، قد زلت بك القدم ، ونزل بك الالم ، واشتد بك الندم ، فيومئذ لا يُرحم من بكى ، ولا يُسمع من شكى ، ولا يقال من ندم ، ولا ينجو من عذاب الله إلا من رحم . .

أيقظنا الله وإياكم من سنة الغفلة ، واستعملنا وإياكم لما خلقنا له برحمته


تمت الفتيا
والحمد لله وحده ، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
عدد زوار الموقع