الأمثلة عند جماعة التبليغ
فالمعلوم أنّ التبليغيين لا علم لهم بأصول الدين ، و لهذا تجد كلامهم يدور حول القصص و الخرافات و المنامات و الأمثلة و هي سهلة الحفظ لكلّ أحد ، و إذا أخطأ أحدهم في تقديمها فالسّامع لا يهتمّ بخطئه ، لأنه مجرّد كلام و لهذا تجد التبليغي يترجّل في خطابه و يتكلّم بطلاقة من كثرة ترديدها لأنّ هذا هو منتهى علمه ، و إليك أخي المسلم بعض الأمثلة :
المثل الأول :
يقول التبليغي : إذا وضعت السكّر في القهوة و لم تحرّكها هل تذوق حلاوتها ؟ فيجيب الحاضرون : لا
فيقول : و إذا حرّكها ، هل تذوق حلاوتها ؟ فيجيب الحاضرون : نعم .
فيقول : و هكذا الدّعوة لا يذوق حلاوتها إلا من تحرّك مع الجماعة و خرج في سبيل الله ! .
تعليق : هذا إذا وضع السكر ، و أمّا إذا وضع الحنظل فمذاقها سيكون مرّا لا محالة ، و هكذا الدّعوة إلى الله إن كانت مبنيّة على الكتاب و السنة الصحيحة و بنيّة خالصة سيذوق حلاوتها ، و أمّا إن كانت على البدعة و الضلالة كما هو شأن دعوة التبليغ فسيزيّنها الشّيطان لصاحبها فتنقلب المرارة إلى حلاوة في قلبه .
المثل الثاني :
يقول التبليغي : إذا رأيتم شخصا يكاد أن يغرق ، فهل تتركونه يغرق أو تنقذونه ؟ فيجيب الحاضرون : ننقذه .
فيقول : و هكذا جماعة التبليغ تنقذ الناس من المعاصي و تأتي بهم إلى المساجد لعبادة الله .
تعليق : هذا إذا كان التبليغي يحسن السباحة أمّا إذا كان لا يحسنها كما لا يحسن العلم الشرعي فسيغرق هو و من أراد إنقاذه لأنّه تعلّق غريق بغريق .
المثل الثالث :
يقول التبليغي : إنّ التبليغي كرجل الإسعاف يعطي الإسعافات الأوّليّة ثم يأتي بالمصاب إلى المستشفى ، أي أنّ التبليغي يأتي بالناس من المعاصي في الشارع إلى طاعة الله في المساجد .
تعليق : إنّ رجل الإسعاف لابدّ له أن يمرّ على المدرسة العليا للحماية المدنية و بعد نجاحه يوجّه إلى وحدة الإسعافات و من ثمّ يأتي بالمصابين إلى المستشفى حيث يجد الأطباء و الجراحين ، و أما التبليغ فإنّها تبعث دعاة جهّالا إلى الشارع و يأتون بالعصاة ـ على حسب قولهم ـ إلى دعاة جهّال بالمساجد يفسدون قلوبهم بالتأويل للآيات و الأحاديث و الخرافات ، و يقولون بعد ذلك لقد هدى الله كثيرا من الناس بخروجنا إلى الدّعوة ، وكلّ هذا من تلبيسهم المعروف .
و في هذا يقول الشيخ التويجري ـ رحمه الله تعالى ـ : ( لم يذكر عن الذين يسلمون على أيدي التبليغيين أنهم بعد إسلامهم يتمسكون بالعقيدة الصحيحة التي كان عليها السلف الصالح من الصحابة و التابعين لهم بإحسان و إنّما يكونون في الغالب مندمجين مع التبليغيين و متمسكين بما هم عليه من البدع و الضلالات ، و الجهالات و الخرافات . و من كانوا بهذه الصفة فإنّه لا يفرح بإسلامهم لأنهم يكونون من الثّنتين و سبعين فرقة التي أخبر النبي صلى الله عليه و سلم إنها في النار بقوله : " إنّ بني إسرائيل تفرقت على اثنتين و سبعين ملّة و تفترق أمّتي على ثلاث و سبعين ملّة كلّها في النار إلا واحدة . فقالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه و أصحابي " ) .
نقل من كتاب : ( اقرأ حتى لا تزيغ مع جماعة التبليغ )