بسم الله الرحمن الرحيم:
فقد وقفتُ منذُ أيّام على مقال للشيخ (!) شمس الدّين بوروبي (!) مُفتي الجرائد (!) وذلك في جريدة الخبر اليومية الجزائرية في رُكن ((شموع من بلادي)) بتاريخ 8 رمضان 1428هـ الموافق لـ 20 سبتمبر 2007م، وكان المقال عبارة عن ترجمة لرجل وصفه شمس الدّين بـ ((الإمام العلامة)) و ((من العلماء الأعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين)).
اسمُ هذا الرجل كما هو مُدوّنٌ في أعلى المقال: ((محمّد الحفناوي بديار)).
وبعد أن أطنَبَ الشيخ (!) شمس الدّين في مدح هذا الرجل وذكر محاسنه وعبادته قال فضّ الله فاه: ((وقد عرّف الإمام الحفناوي نفسه في دفتر يومياته فقال: مالكيُّ المذهب، أشعريُّ العقيدة، خَلْوَتيُّ الطريقة، عمرانيُّ النّسب، نبائليُّ العرش، ترتريُّ الإقامة، ...)) (!!!)
ثمّ انتقل الشيخ (!) شمس الدّين إلى ذكر مؤلّفات هذا الإمام (!) العلامة (!) المالكي الأشعري الخلوتي (!!!) فقال فضّ الله فاه: ((3- مخطوط سمّاهُ تشويقُ المُحبّين، تحدّث في الباب الرابع منه عن الفرق الضالّة (!) كالمُعتزلة والقدرية والجبرية والحَشَويّة (!!) والباطنية والحلولية وأثنى على أهل السنّة ...)) اهـ
طبعاً المقصود بأهل السنّة هنا هم ((الأشاعرة والخلوتية)) وإلا فلا يُتخيّلُ أن يكون المقصود بأهل السنّة في كلام هذا الإمام (!) والشيخ (!) شمس الدّين أهل الحديث والأثر كسعيد بن المسيّب وسعيد بن جُبير والحمّادين والسفيانين والأئمّة الأربعة والأوزاعي والليث بن سعد والبخاري وأبي داود وابن تيمية وغيرهم، فقد سمّاهم هذا الإمام (!) أو شمس الدّين بـ ((الحشويّة))، ومعلومٌ أنّ هذه التّسمية أطلقها أهل البدع والضلال من الجهمية وغيرهم على أهل الحديث والأثر أهل السنّة والجماعة السلفيين.
فياليت شعري ! كيف يكون المُقلّد عالماً فضلا عن إمام وعلامة ؟؟!!
وكيف يكون الجهميُّ -الذي ينسبُ نفسهُ إلى أبي الحسن الأشعري رحمه الله- من أهل السنّة وقد اتّفقت كلمة العلماء قديماً وحديثاً على إخراج الجهمية ومخانيثهم الأشاعرة من دائرة أهل السنّة ؟؟!!
وكيفَ يوصفُ رجُلٌ صوفيٌّ خرافيٌّ خَلوَتيٌّ –والخلوتية من طُرُق الإلحاد والزندقة- بأنّه من أعلام المُصلحين في النّصف الأوّل من القرن العشرين ؟؟!!
يا شمس الدّين ألم تُصرّح لي بلسانك أننّك تُخالف الأشاعرة وتعتقد ضلال قولهم ؟؟!!
ألم تقُل لي بعظمة لسانك أنّك تُخالف من يُفسّرُ صفة الاستواء على العرش لله تبارك وتعالى بالاستيلاء والهيمنة والسيطرة ؟؟!!
وقُلتَ لي يومها أنّ الواجب (!) علينا أن نُفوّض معاني هذه الآيات –أي آيات الصفات- ونقول : الله أعلم بمراده ؟؟!!
وقُلتَ لي إنّ مذهب السلف هو التفويظ (بالظّاء !) ؟؟!!
يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان أشعرياً أو جهمياً !!
يا شمس الدّين سمّ لي صحابيّاً واحداً كان خلوتياً أو قادرياً أو تيجانياً أو نقشبندياً !!!
بل سمّ لي يا شمس الدّين من التابعين من كان على ما كان عليه إمامك الحفناوي !!
بل من أتباع التّابعين يا شمس الدّين !!
إذا عجزتَ عن ذلك –ولا بُدّ- فاعلم أنّ خير النّاس الذين بُعث فيهم النّبيُّ صلى الله عليه وآله وسلّم ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم كما صحّ الخبر. ولا خير فيمن جاء بعدهم ولم يَسَعهُ ما وَسعَهم ولم يعتقد ما اعتقدوا ولم يقل ما قالوا ولم يسكُت عمّا سكتوا.
وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.
8 ربيع ثان 1429 هـ / 14 أفريل 2008م