من عقائد الصوفية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أمّا بعدُ:
فقد كثُر التطبيل للتصوّف والصوفية والترويج لعقائدهم الضالة المضلّة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، فكان لزاماً على من حباهم الله تعالى بشيء من الفقه في دين الله تعالى أن يقفوا في وجه هذا المد الصوفي الخبيث ببيان بطلان عقائده وضلال منهاجه، فكتب طلبة العلم المقالات وألقوا الدروس والمحاضرات في بيان ذلك كلّه فجزاهم الله خيرا.
وبدوري -وإن لم أكن منهم - أحببتُ أن أشاركهم أجر تعرية هذه الطائفة فكتبت هذا المقال وبيّنتُ شيئا من عقائدها وتعمّدتُ فيه الاختصار حتى يسهل الفهم ويتيسر الإدراك فأقول:
لقد تعددت فرق الصوفية وطرقها وتعددت عقائدها بتعدد طرقها ولكنها اجتمعت على جملة من العقائد الضالة وهي:
عقيدة وحدة الوجود،
والقول بقدم العالم،
ووحدة الأديان،
والتفريق بين الحقيقة والشريعة،
مع المغالات في تقديس الأشخاص.
فنبدأ بعون الله تعالى في شرح هذه العقائد فأقول:
1/ عقيدة وحدة الوجود: ويقصدون بها أنّ الله تعالى هو عين الموجودات فالخالق والمخلوق شيء واحد !! فكل ما في هذا الوجود من الكائنات هي على عقيدة هؤلاء الفجرة عين الله تعالى وتقدس عما يقولون .
فالجراثيم والفيروسات والشياطين والكلاب والخنازير والخميني والقرضاوي وسائر القاذورات هي الله تعالى وتقدس !!!
يقول ابن عربي الصوفي (ت638 ه) وهو كبيرهم الذي علمهم السحر: ((فإنّ العارف من يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء)) وهذا في فصوص الحكم له 1/192. ويقول في قوله تعالى : ((وخلق منها زوجها)) {النساء 1} : (( فما نكح سوى نفسه ! فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد)) الفصوص 1/78.
والمقصود بالعارف: الصوفي الغارق في الجهل إلى أعلى رأسه، والمقصود بالحق: الله تعالى.
فعلى كلام هؤلاء الأنجاس يكون القاتل عين المقتول ويكون الناكح هو المنكوح !! ويكون الأب هو الأم وهو الابن وهو البنت وهو الجد وهو الخال ... !!! بل يكون محمّد صلى الله عليه وسلّم هو أبو لهب الذي تبّت يداه وتب !!!!! فاعجبوا لمثل هذه العقيدة .
يقول القاشاني من أئمة الصوفية (ت 730هـ): ((كل خلق تراه العيون فهو عين الحقّ)) وهذا في شرحه على فصوص الحكم لابن عربي الصوفي ص152.
أي إنّ كل ما تراه عيناك من قبيح ومستحسن فهو الله تعالى !!!!
ويقول أحد كبارهم وهو عبد الغني النابلسي (ت 1143هــ):
ليس في الوجود كما يقال اثنان *** حق وخلق، إذ هما شيئان
هذا المقال عليه قبح عقيدة *** عند المحقق ظاهر البطلان
ومعنى البيتين: ليس في الكون خالق ومخلوق بل هما شيء واحد ومن اعتقد التفريق بين الخالق والمخلوق كان ضالا مضلا !!! وهذا من انتكاس الفطر والعياذ بالله تعالى.
ولذلك لا ينبغي عليك أن تتعجب إذا علمت أنّ كثيرا من الصوفية يرون إيمان فرعون ويصححون قوله ((أنا ربكم الأعلى)) !!
بل وصنفوا الكثير من الكتب في إثبات إيمان فرعون !!!
بل اعترفوا في كثير من المرات أنّهم على دين فرعون كما ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره !! مما حذا بعلماء الإسلام إلى التصنيف في الردّ عليهم وعلى إلحادهم واقرأ على سبيل المثال لا الحصر: رسالة: ((فر العون ممن يدعي إيمان فرعون)) للعلامة ملا علي القاري رحمه الله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
2/ القول بقدم العالم: وهذا القول من أصول الفلاسفة كابن سينا والفارابي وغيرهما من الملاحدة والزنادقة، وهو فرع عن القول بوحدة الوجود فكل من قال بوحدة الوجود فلابد أن يعتقد قدم العالم: ويقصدون بذلك:
أنّ هذه العوالم من السماوات والأرض وما فيها ليست محدثة ولم تُسبق بعدم بل هي عند هؤلاء الفجرة قديمة قدم الله تعالى وأنّ الله تعالى لم يسبقها في الزمان وإنما سبقها في القدر والشان !!!
فعلى هذا لا يكون الله تعالى خالق كل شيء بمشيئته ولا مقدرا للأمور قبل خلقها بحكمته !!!
بل هذا تعطيل للرب سبحانه وسلبه لجميع خصائص الربوبية !!!
فإذا كان الله تعالى هو عين الأشياء وعين سائر الموجودات فيستحيل عند هؤلاء الفجرة أن يكون سابقا لها في الزمان بل هو عينها في كل زمان وفي كل مكان !!! وهذا كفر ما بعده كفر والعياذ بالله تعالى.
وقد اشتهر جماعة من الصوفية بهذا الاعتقاد الفاسد ومن أشهرهم ابن عربي وابن سبعين وابن الفارض وغيرهم كثير.
3/ القول بوحدة الأديان: وهذا القول نتيجة حتمية لما تقدم من عقائد باطلة كفرية ... فمن اعتقد وحدة الوجود ودان بعقيدة قدم العالم فإنه يقول بوحدة الأديان ولابد.
وحقيقة هذا القول أنّ الأديان كلها واحد لا فرق بينها !!
ولا تثريب على من انتقل بينها !!
فلو أصبح المرء مسلما وأضحى نصرانيا وأمسى يهوديا وبات بوذيا فلا تثريب عليه ولا لوم !!!!
بل صرّح ابن عربي (ت638) وهو كبيرهم أنّ ((ما أحد من العالم إلا على صراط مستقيم)) (الفصوص 1/158) !! يريد بذلك تصحيح عقائد جميع أهل الأرض بما فيها عقائد الوثنيين وعباد الفروج !!!
وقال: ((فإياك أن تتقيد بعقد مخصوص، وتكفر بما سواه، فيفوتك خير كثير، بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه، فكن في نفسك هيولى لصورة المعتقدات كلها، فإنّ الله أوسع وأعظم من أن يحصره عقد دون عقد)) (الفصوص 1/113) !!!!
ومعنى هذا الكلام: إياك أيها الصوفي أن تكون لك عقيدة واحدة !! بل اجتهد في اعتقاد كل ما اعتقده الناس على وجه الأرض كافرهم ومسلمهم وثنيهم وموحدهم!!! والله تعالى يقول: ((فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها)) فكيف يكون الكفر بالطاغوت ؟؟ ومن هو الطاغوت إذا ؟؟؟
ويقول أيضا: ((والعارف المكمّل من رأى كلّ معبود مجلى للحق يُعبد فيه، ولذلك سمّوه كلٌّهم إلها، مع اسمه الخاص بحجر، أو شجر، أو حيوان، أو إنسان، أو كوكب، أو ملك)) (الفصوص 1/195)
ومعنى هذا الكلام: أنّ من عبد الحجر أو عبد الشجر وسائر الموجودات كمن عبد الله تعالى !! إذ المعبود واحد و إن اختلفت أسماؤه !!!!!
ويقول ابن عربي أيضا في شعر له:
لقد صار قلبي قابلا كل صورة *** فمرعى لغزلان، وديرا لرهبان
وبيتا لأوثان، وكعبة طائف *** وألواح توراة ومصحف قرآن
أَدينُ بدين الحب أنّى توجَهَتْ *** ركائبه فالدين ديني وإيماني
فهل سمعتم كفرا وزندقة هي أعظم من هذه العقيدة ؟؟؟
ومعلوم أنّ من نواقض الإسلام المجمع عليها عدم تكفير من كفّره الله ورسوله كاليهود والنصارى وعباد الكواكب وغيرهم.
4/ القول بالتفريق بين الشريعة والحقيقة: ويقصدون بالشريعة دين الإسلام وتعاليمه السمحة وشرعته ومنهاجه.
ويقصدون بالحقيقة تأويلاتهم الباطنية التي أملتها عليهم شياطينهم وتخيلتها أنفسهم السقيمة وفاضت بها أفكارهم المنحرفة .
فإنّ الصوفية بجميع طرقها يعتقدون أنّ لهذا الدين ظاهرا وباطنا، فالظاهر -وهو الشريعة- يعلمه عامّة الناس وأمّا الباطن -وهو الحقيقة- ويسمى بالعلم اللّدني فلا يعلمه إلا الصوفية وهو حكر عليهم ولا يشاركهم فيه أحد مهما بلغ من العلم مبلغا !!
ويدخلُ في مسمّى عامّة النّاس وأهل الظاهر: الفقهاء والمحدثون والأئمّة المجتهدون الذين لم ينتموا إلى التصوّف !!
لذلك لا تبخع نفسك أسفاً إن لم تفهم التصوّف أو رأيته يناقض المعقول والمنقول فأنت لست من أهل الحقيقة.
يقول ابن حرازم التيجاني في كتابه جواهر المعاني: ((إنّ هذا الورد ادّخره رسول الله صلى الله عليه وسلّم لي ولم يعلمه أحدا من أصحابه)) !!!
فكيف لك أن تفهم التصوّف أو أن تُدرك معناهُ وكُنههُ إذا كان مُدّخراً من رسول الله صلى الله عليه وسلّم لمثل ابن حرازم التيجاني ؟؟!!
فإذا كانت الحقيقة محجوبة حتى عن الصحابة رضوان الله عليهم فلا يطمع من خلفهم في إدراكها أو تحقيق معناها بل عليهم السمع والطاعة والانقياد وعدم الاعتراض فإنّه من اعترض انطرد، وكن بين يدي شيخك كالميت بين يدي غاسله. وهذه من أبشع صور استعباد العباد واستخدامهم واستغلالهم وإنا لله وإنا إليه راجعون !!
واسمع لما يحكيه الصوفي تاج الدين السبكي في كتابه: طبقات الشافعية المجلد 8 صفحة 403 وما بعدها في ترجمة ((أبي بكر بن قوام بن علي بن قوام بن منصور بن معلا بن حسن ابن عكرمة بن هارون بن قيس بن ربيعة بن عامر ابن هلال بن قصي بن كلاب البالسي)) برقم (1290):
قال ناقلا عن حفيد المترجم له:
وحدثني الشيخ الإمام العالم شمس الدين الخابوري قال كنت أُكثر من ذكر الشيخ عند الفقهاء بالمدرسة النظامية بحلب فقالوا: يجب أن نزوره معك ونسأله عن أشياء من فقه وتفسير وغيرهما (أي من باب الامتحان) فعزمنا على زيارته إلى بالس فبينما نحن عازمون إذ جاء بعض الفقراء (أي الصوفية) فقال: الشيخ يدعوك. (يعني أنّ الشيخ الصوفي علمَ الغيب) !!
فقلت أين هو؟
فقال: في زاوية الشيخ أبي الفتح الكناني، وكان من أصحابه رضي الله عنه.
فخرجت أنا وجماعة من الفقهاء إلى زيارته،
قال: فلما حضرنا عنده قال الشيخ محمد العفتى: ما شأن هؤلاء الفقهاء؟
فقلت: جاءوا ليزوروا الشيخ ويسلموا عليه.
فقال: قد حدث أمر عجيب!!
قلت: وأي شيء قد حدث؟
قال: قد ألجم الشيخ كل واحد منهم بلجام وقد مثل سرُّه سَبُع وهو ينظر في وجه كل واحد منهم.
فلما طال بنا المجلس ولم يجسر أحد منهم أن يتكلم فقال لهم الشيخ: لم لا تتكلموا ؟
لم لا تسألوا ؟
فما جسر أحد منهم أن يتكلم، فقال لهم الشيخ: لم لا تتكلموا؟
لم لا تسألوا؟
فما جسر أحد منهم أن يتكلم.
فقال الشيخ للذي على يمينه: مسألتك كذا والجواب عنها كذا !
فما زال حتى أتى على آخرهم فقاموا بأجمعهم واستغفروا الله تعالى وتابوا (!!) انتهى بحروفه من الطبقات الكبرى للسبكي !!
ومعنى هذه القصّة المختلقة المصنوعة: أنّ بعض الفقهاء أرادوا أن يمتحنوا هذا الشيخ الصوفي لما سمعوا عنه من مخالفته لشريعة الإسلام ولكي يبيّنوا لأتباعه أنّه جاهل فلا يصحُّ أن يُتّخذ إماما، فلما عزموا على الخروج إليه علم الصوفي بقدومهم من ظهر الغيب !! فلمّا حضروا عنده لم ينطقوا ببنت شفة لما رأوا من سرّه (لستُ أدري ما هذا السر !!) الذي تمثل لهم على صورة سبع أو أسد مفترس !!! فاطّلع الشيخ الصوفي على ما في قلوبهم وعلمَ ما في صدورهم !! فأخبر كل واحد منهم عن مسألته وأجابه عنها !!! فلما رأوا ما رأوا استغفروا الله لمعارضتهم للشيخ الصوفي وتابوا إلى الله أو إلى الشيخ لستُ أدري !!
أفمثل هذه القصّة المختلقة المملوءة بالدجل والكذب والخرافة يذكرها تاج الدين السبكي وهو معدود من كبار العلماء !!!!
فهل رأيتَ كيفَ يحاول الصوفية إقناع دراويشهم بأنّ شيوخهم يعلمون الغيب ويطّلعون على ما في الصدور ويتصرّفون في أقدار الخلق وأمور النّاس ؟!! ولا تسأل كيف يتأتّى لهم ذلك فهذا من العلم اللدني الذي لم نُحط به علما.
5/المبالغة في تقديس الأشخاص: ويظهر ذلك جليا في وصف الصوفية لشيوخهم وأئمتهم فّإنّهم رفعوهم إلى درجات من الكمال لا تخطر على بال !! وقد تقدّم شيء من ذلك.
بل زاد كثير منهم ففضّل شيوخ الطرق الصوفية على رسول الله صلى الله عليه وسلّم !! كما قال ذلك الحكيم الترمذي في كتابه ختم الولاية، وابن عربي وغيرهما. راجع إن شئت بحثا لي بعنوان: ((الحكيم الترمذي وعقيدة ختم الولاية)).
وبعضهم ساواهم بالله تعالى !! كما يذكرُ الصوفية في كتبهم ويتناقلونه بألسنتهم وهو مكتوب إلى يوم الناس هذا عند مدخل ضريح سيدهم البدوي: أنّ الله تعالى قال: الملك ملكي وصرّفتُ فيه البدوي !!
وبعضهم فضلهم على الله والعياذ بالله تعالى!!!! كما قالوا في أبي يزيد البسطامي : لأن ترى أبا يزيد مرةّ خير لك من أن ترى الله سبعين مرّة !!! وكقول الرفاعية عن شيخهم أحمد الرفاعي أنّ الله تعالى يناديه يا سيدي الرفاعي !!!!
فانظر مثلا إلى ما قاله عبد الرحيم البرعي السوداني في مدح عبد القادر الجيلاني:
هو القطب والغوث الكبيـر هو الذي *** أفاض على الأكوان كالبحر والسيل
وعند ظهور الحال يخطو على الهوى *** ويُظهـر شيئـاً ليس يُدرك بالعقـل
بأكفان مَنْ قد مــات إن كُتِبَ اسمُه *** يكـون له ستراً من النار والهـول
وكـل ولـي عنـقه تحـت رجْـله *** بأمـر رسول الله يا لها من رجـل
ينوب عن المختار في حضرة العلا ***ويحكـم بالإحسان والحق والعـدل
ففي هذه الأبيات وصف للشيخ عبد القادر بأنّه: قطبٌ، وغوثٌ أي أنّه يُغيث من استغاث به ويجير ولا يُجارُ عليه !! والقطب والغوث وغيرها من الألقاب الصوفية من الأسماء التي ما أنزل الله بها من سلطان، راجع إن شئت مقالا لي بعنوان: ((إرشاد العقال إلى المعنى الصحيح للأبدال)).
وقد سئلت اللجنة الدائمة عن حكم من يعتقد تصرف أحد في الكون سوى الله برقم (9272):
فأجابت: من يعتقد ذلك كافر; لأنه أشرك مع الله غيره في الربوبية, بل هو أشد كفرا من كثير من المشركين الذين أشركوا مع الله غيره في الألوهية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ثمّ وصفهُ بأنّه عند ظهور الحال -الشيطانية- يسيرُ عبد القادر في الهواء !! بإرادته متى شاء !! ويحصل له أمورا كثيرة لا يُدركُها العقل !!! مثل: كلامه مع الله ليس بينه وبينه ترجمان !! وغير ذلك من الإفك والهذيان.
ثمّ أخبر أنّ من مات فكُتب على كفنه اسم الشيخ فإنّ النّار لا تمسّه ويسلمُ من عذاب القبر وينجو من سؤال الملكين !! بل كثير من الصوفية سُمع يسأل الملكين في قبره يقول لهما: من ربكما ؟ ما دينكما ؟ !!!!! وهذا في غاية السفه والجهل والانحطاط.
ثمّ أخبر أنّ كل أولياء الله تعالى المتقين الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون يضعون رقابهم تحت رجل عبد القادر الجيلاني طوعا أو كرها لعظيم منزلة هذا الأخير وصغر قدرهم وشأنهم !! ويدخلُ في قوله: ((وكل ولي)) الصحابة والتابعون والأئمّة المهديون إلى أن تقوم الساعة !!! فإنّ كلّ من أوكد صيغ العموم فلا يُستثنى وليّ دون آخر بل كلّهم تحت رجل عبد القادر الجيلاني !! ولك أن تتخيّل فظاعة المنظر حينما تكون رقبة أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم من أفاضل الصحابة ومن بعدهم من سادات التابعين ومن جاء خلفهم إلى أن تقوم الساعة ، رقاب كل هؤلاء تحت رجل الجيلاني الصوفي بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلّم !!! وفعلا: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت.
ثمّ أخبر هذا الصوفي عن سيده عبد القادر أنّه ينوب عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ويحكم بين النّاس يوم القيامة بالعدل والقسط !! فاعجبوا يا أهل الإيمان من هذا الإفك والبهتان.
فهذا الذي تقدّم من المبالغة في تقديس الأشخاص والعياذ بالله تعالى غيضٌ من فيض وقطرة من مطرة ممّا يتناقله الصوفية في كتبهم ويذكرونه في مجالسهم !!
أخيرا:
هذا هو التصوّف المبني على الهذيان والمبالغة في الكذب. وهؤلاء هم الصوفية وهذه عقائدهم الكفرية والشركية التي أجمعوا عليها واتفقوا على الأخذ بها فالحذر الحذر من الوقوع في حبائلهم أو الاغترار بجميل أفعالهم ومعسول كلامهم فإنّ ذلك من باب ذرّ الرماد في العيون وليس يخبر هؤلاء القوم إلا من عاشرهم واستقرأ كتبهم ودرس أحوالهم وكان من أهل العلم والإيمان ...
قال العلامة أحمد بن يحي النجمي رحمه الله تعالى ناصحا الشباب المسلم : ((إنه ليؤسفني أن أفكار الصوفية تنتشر بين الشباب، وما ذلك إلا بسبب اعتناق بعضهم لبعض الدعوات التي يفتخر أصحابها بالانتماء إلى النحلة الصوفية.
عباد الله إن الصوفية سمّ زعاف تُقدَمُ للشباب في شُربة من عَسَل بدءً بالأناشيد، والأوراد، والكرامات، ونهايةً بوحدة الوجود التي تنتهي إليها كل الصوفية، فاحذروا من قبول شيء من بدعهم فإنّها سم قاتل.)).
أسأل الله تعالى أن يهدينا ويهدي بنا ويعصمنا من الوقوع في حبائلهم آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو عبد الله غريب الأثري يوم 30/03/2016