مظاهر اتِّحَادِ الصوفية بالشِّيعة الباطنيَّة
بقلم :
العلاَّمة الشَّيخ السَّلفي أبو يعلي الزواوي – رحمه الله
العلاَّمة الشَّيخ السَّلفي أبو يعلي الزواوي – رحمه الله
قال الشَّيخ السَّلفي أبو يعلي الزواوي - رحمه الله :
" إن الإسماعيلية والموساوية أو الاثنـي عشرية والإمامية والباطنية – من الفرق الإسلامية – قالوا : لن تخلو الأرض قط من إمام ظاهر وباطن وبأن لكل باطن ظاهرًا ولكل تنزيل تأويلاً ، ولقيت هذه الفرق من الاضطهاد في القرن الثَّاني الهجري ما لقيت ، لغلوها وبدعها ، ثم ما كادت تضمحل أواخر القرن الثاني ، حتى ظهر رجل ودلس ، اسمه عبد الله بن ميمون من فارس محط الغلاة من الرافضة والشيعة ، فأراد أن يستعمل الإسماعيلية لأغراضه ، فادعى أنه شيعي غيور ، وهو في الحقيقة دهري لا يعتقد بشيء ، وأسس الإسماعيلية جمعية ، هكذا صار الإسلام جمعيات سرِّيَّات باطنيات ذوات المكاشفات ، واستعمل لذلك من الدهاء والحيل ما لا مزيد عليه ، ورتبها على تسع رتب ، لا يرقى أحدٌ من رتبة إلى ما فوقها إلا بالاستعداد والأهلية .
" إن الإسماعيلية والموساوية أو الاثنـي عشرية والإمامية والباطنية – من الفرق الإسلامية – قالوا : لن تخلو الأرض قط من إمام ظاهر وباطن وبأن لكل باطن ظاهرًا ولكل تنزيل تأويلاً ، ولقيت هذه الفرق من الاضطهاد في القرن الثَّاني الهجري ما لقيت ، لغلوها وبدعها ، ثم ما كادت تضمحل أواخر القرن الثاني ، حتى ظهر رجل ودلس ، اسمه عبد الله بن ميمون من فارس محط الغلاة من الرافضة والشيعة ، فأراد أن يستعمل الإسماعيلية لأغراضه ، فادعى أنه شيعي غيور ، وهو في الحقيقة دهري لا يعتقد بشيء ، وأسس الإسماعيلية جمعية ، هكذا صار الإسلام جمعيات سرِّيَّات باطنيات ذوات المكاشفات ، واستعمل لذلك من الدهاء والحيل ما لا مزيد عليه ، ورتبها على تسع رتب ، لا يرقى أحدٌ من رتبة إلى ما فوقها إلا بالاستعداد والأهلية .
قلت
: ولا يَبْعُدُ أن تكون درجات وتلقينات المتصوفة من هذا القبيل ، فليحذروا
كلَّ الحذر ، وإلاَّ فالصحابة وجميع التابعين لم يكن ليُعْرَفَ عندهم
تلقين الأسرار والأسماء والأذكار لامرىءٍ دون امرىءٍ ، كما سئل علي رضي
الله عنه عن ذلك ، أي : وهل خصَّهُم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم
بشيءٍ أو لا ، فأجاب بالسلب ، وكذلك لم يُعْرَفْ في السلف الصالح هذا صوفي
وهذا غير صوفي ، وكذلك لم يُعرف عندهم اسم القطب والغوث ، والأبدال
والديوان والمتصرفين في الباطن وفيما وراءَ الحسّ (1)
والقول بوحدة الوجود ، وهذه كلها كما نبَّه عليها أبو حيان في تفسيره ،
وابن خلدون في مقدمته ، وأنَّ القائلين بها الغلاة من الشيعة مثل محيي
الدين وابن العربي وابن الفارض وابن العفيف والنجم الإسرائيلي وابن سبعين
المخالطين للإسماعيلية الباطنية ومن سلفهم منهم الخ ... " (2)
ونقل الشَّيخ أبو يعلي كلامَ عبد الرحمن بن خلدون في "المقدمة" (3)
في "المتأخرين من المتصوفة"، ومما جاء فيه: " ... وكان سلفهم مخالطين
للإسماعيلية المتأخرين من الرافضة الدائنين أيضًا بالحلول وإلهية الأئمة
مذهبًا لم يعرف لأولهم ، فأشرب كل واحد من الفريقين مذهب الآخر واختلط
كلامهم وتشابهت عقائدهم .... " إ.هـ (4)
الحواشي:
(1) : في الأصل : "ما رواه الحسن" ! ، والصواب ما أثبتُّ أعلاه.
(2) :
"صدى الصحراء" مقالة: [حي على الإصلاح]، العدد (9)، (ص:3)، (21) رجب
(1344هـ)، 01 فيفري (1926م)، ومقالة: [حي على الإصلاح (6)]، العدد (10)،
(ص:3)، (28) رجب (1344هـ)، 08 فيفري (1926م).
(3) : انظر مقدمة ابن خلدون (ص:473)، ط: دار إحياء التراث العربي، بيروت الطبعة الرابعة.
(4) :
مقالة : [الخلافيات : كتاب الإرشاد لابن قشوط (2)] ، "الشهاب" ، العدد
(118) ، (23) ربيع الثاني (1346هــ) ، (20) أكتوبر (1927م) ، (ص:12-15) ،
ونقله أيضًا في مقالة : (التصوف ؟؟) ، "البصائر" ، العدد (7) ، (21) ذو
القعدة (1354هـ) ، 14 فيفري (1936م) ، (ص:4-5) .